طائر ام قيردون

طائر أﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ يا ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ …
ﻣﻊ إﻗﺘﺮﺍﺏ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ، ﺗﺒﺪﺃ ﻃﻼﺋﻊ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺍﻻﻧﻴﻖ ” ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ” ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻣﻮﻃﻦ ﻫﺠﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ ..
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺣﺴﻦ :-
‏( ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻳﺠﻴﻬﺎ ﺟﻴﻌﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺗﻘﻴﻬﺎ ﺷﺒﻊ ‏).
ﻭ ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﻱﺀ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻭﺭﺑﺎ ؟ ﻭ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ! ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ! ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ !! ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻗﺼﺮﺗﻲ أﺑﺪﺍ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ..

ﻭ ﻫﻲ ﻓﻨﺎﻧﺔ ﻭ ﻟﻬﺎ إﺳﻠﻮﺏ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻭ ﻓﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ .
ﻓﻬﻲ ﺗﺮﻛﺐ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﺮ ﻃﺎﺋﺮ ﺍﻟﺮﻫﻮ ﺍﻟﻌﻤﻼﻕ ‏( ﺍﻟﺠﺎﻣﺒﻮ ‏) ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﻬﺰ ﻭ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻭ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﺑﺮﺍ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﻫﺎﺩ ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ ، ﻻﻧﻬﺎ ﺗﺤﻔﻆ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ؛ ﻳﺎ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !..
ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ أﻧﻔﻊ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﻟﻠﻤﺰﺍﺭﻉ ﺣﻴﺚ تأﻛﻞ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﻭ ﻻ ﺗﻀﺮ ﺍﻟﺒﺬﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭ تأﺗﻲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺸﺘﻮﻱ ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻣﻊ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ..
آﻫﺎ أﻫﻠﻨﺎ ﺑﻘﻮﻟﻮﺍ أﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﻣﺸﺖ ﺍﻟﺤﺞ ﻭ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﺍ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻭ ﻳﻐﻨﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﻲ ﺿﻞ ﺍﻟﻀﺤﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭ ﺗﻘﻴﻒ ﺗﻬﻮﺯﺯ ﺿﻨﺒﻬﺎ ..

● ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﻳﺎﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﻨﻪ ﺩﺍﺟﻪ
ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﻳﺎ اﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻭﻟﺪﻙ ﻭﻳﻦ ﺭﺍﺡ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺷﺪﻱ ﺍﻟﻨﻮﺍﺡ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻟﺤﺪﻱ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
‏( ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﻴﺺ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﻟﺪﻫﺎ ‏) ﻓﻴﻐﻴﺮﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻻﻏﻨﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﻴﺘﺤﻮﻝ ﺣﺰﻧﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﺮﺡ ،

● ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻻﻫﺰﻭﺟﺔ :
أﻣﺸﻲ ﻣﺸﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻭﻟﺪﻙ ﺑﺠﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻭﻟﺪﻙ ﻋﺮﻳﺲ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺪﻓﻴﺲ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺮﻣﺼﻴﺺ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻭﻟﺪﻙ ﺑﺠﻴﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺡ ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ

ﻓﺘﻮﺍﺻﻞ ﺭﻗﻴﺼﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ، و أﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ إﻧﻪ ﻳﺸﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﻭﺩﺓ أﻭ ﺣﺸﺮﺓ ﺑﺸﺮﻙ ﻏﻴﺮ ﻫﺒﺎﺭ ، ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻘﺒﺾ ﺣﻴﺔ ﻟﺘﺮﺑﻴﻬﺎ ﻻﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺤﻢ …
ﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﺑأﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺐ ﻃﻴﺮ ﺍﻟﺮﻫﻮ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻮﺩﻳﻬﺎ ﻣﻜﺔ ﺗﺤﺞ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭ ﺗﺠﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺪﻱ ، ﻭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ، إﻥ ﺷﺮﻛﻚ ﻟﻮ ﻗﺒﺾ ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ‏( ﺍﻟﻘﻴﻨﻘﺮﺩ ‏) ﺃﻳﻀﺎ ﻭ ﻣﺎﺗﺖ ، ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺷﻚ ‏( ﺇﻧﻚ ﻟﻠﻜﻔﺮ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ‏) ﻭ ﻳﻐﻨﻮﺍ ﻟﻴﻬﺎ ﺍﻏﺎﻧﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼً ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ

● ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻻﻫﺰﻭﺟﺔ :
ﺍﻟﻘﻴﻨﻘﺮﺩ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﺑﺖ ﺍﻟﻤﻠﻴﻚ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﺣﺞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﺩﻭﺩﻙ ﻭﺭﺩ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﺑﺤﺮﻙ ﺷﺮﺩ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﻭﻟﺪﻙ ﻋﺮﻳﺲ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ
ﺟﺎﺑﻠﻚ ﻗﻤﻴﺺ … ﻳﺎ ﺍﻟﺤﺎﺟّﻲ

● ﻫﺬﺍ ﻭ ﻗﺪ ﻭﺛﻖ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻄﺎﺋﺮ ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺪﺍﺭ ﺍﻟﺤﺎﺭﺩﻟﻮ :
ﺃﻧﺼﺎﺭﻙ ﻛُﺘﺎﺭ ﺗﺎﻣّﻴﻦ ﻋَﺒِﺮْﺓَ ﺍﻟﻜﻴﻞ
ﺯﻱ ﻧﺒﺖ ﺍﻟﺮّﺑﺎ ﻭ ﻛﺘﻴﻦ ﺭﻛﻮﺏ ﺍﻟﺨﻴﻞ
ﺇﻥ ﻣﻮ ﺟﻮﺭ ﺯﻣﺎﻥ ﻭ ﻧﺎﺳﺎً ﺑﺼﺮْﻫﺎ ﻗﻠﻴﻞ
” ﺷَﺮَﻙ ﺍﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ” ﻛﻴﻔﻦ ﻳﻘُﺒﺾَ ﺍﻟﻔﻴﻞ

ﻛﻤﺎ أﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻛﺮﻣﺰﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺃﻳﻀﺎً ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ :
ﺃﻡ ﻗﻴﺮﺩﻭﻥ ﺣﻢ ﺣﻢ ، ﺷﺘﺘﻨﺎ ﻟﻴﻚ ﺍﻟﻬﻢ !!
ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻗﺎﺻﺪ أﺯﺍﻙ ، ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺯﻳّﻚ ﻛﻢ ؟ !
أﻭﻋﻲ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻣﻔﺘﻮﺡ !! ﺯﻱ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﺪﻡ !!
ﻭ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺩﻱ ﻟﻤّﺎ ﺗﺮﻭﺡ ، ﺍﻟﺮﻳﺶ ﺩﻩ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻠﻢ ؟ !
..

عمر علي

Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

معضلات اخلاقية .. التطور الصناعي وصحتنا

تاجوج والمحلق

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...