جزيرة المعلمين عبر العصور

جزيرة صاي التي تقع جنوب شلال دال، هي مستودع حقيقي محمي طبيعياً من أهوال التنمية التي احتلت ضفاف الوادي النوبي. باعتبارها واحدة من أكبر الجزر على النيل، بدأت البحوث في العام 1954م بواسطة “جان فيركوتي” و مازالت مستمرة حتى الآن تحت إشراف البروفيسر “ديفايشل” وتنوب عنه في الحقل “فلورس روايان” تضم هذه الجزيرة آثار تمتد من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الحديث، وكذلك حافظت على آثار مدينة فرعونية كان ثلثها مدفوناً تحت جدران قلعة من العهد العثماني. يغطي الجزء الشمالي من هذه الجزيرة، جبانة ضخمة. وبها أيضاً مقابر تعود للدولة الحديثة و عهود كرمة ونبتة والفترة المروية والمسيحية. وبها العديد من الجبانات، و هياكل هرمية تشبه مقابر النخبة، وبلدة كبيرة محصنة بها معبد الإله آمون الذي نشأ في بداية المملكة الجديدة في العصور الوسطى. وفي أوائل الثمانينات من القرن التاسع عشر أصبحت الجزيرة جزء من الإمبراطورية العثمانية.

المواقع الأثرية التي تعود إلى فترات متسلسة دون إنقطاع جعلت من صاي موقع مهم ومتميز. يسعى الدارسون إلى وضع خارطة آثرية توثيقية للمنطقة للتعرف على ما تحتويها من أدلة أثرية تشرح التسلسل الثقافي لإنسان المنطقة وعلاقته بأقاليم السودان الأخرى. فقد توصلت الدراسات في المنطقة، إلى أن جزيرة صاي بها موروث ثقافي ذي حلقات طويلة المدى تتماثل بصورة عامة مع الموروث الثقافي السوداني. مع خصوصية تمثلت في بعض السمات المحلية.
وفي الوقت ذاته كشفت الدراسات عن كم هائل من المواقع الأثرية والتاريخية، ومواقع الحياة الشعبية التي لم ترد ضمن المواقع المعروفة في الجزيرة و التي ساعدت كثيراً في فهم التاريخ الثقافي لجزيرة صاي.

Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

Related posts

مدينة أبو سمبل

دير أنطونيوس العظيم

مواقع أثرية في أفريقيا مهددة بالفناء

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...