تكوين الدولة السودانية الحديثة

دولة الفور

استقرار الفور قديماً في سلطنة دارفور ، والتي كانت تحكم منطقة دار فور لقرون عديدة.

ولاتزال هي أول سلطة سياسية في الإقليم ، وتعتبر كذلك من أكبر المجموعات العرقية هناك. وقد جاء اسم دار فور والذي يعني دار – الفور أي مكان إقامة قبيلة الفور.

💎:–
كان يطلق على قبائل الفور “التورا” وهي كلمة تعني العملاق ؛ إذ أنهم من طوال القامة ضخام الأجسام ، وكان “التورا” يبنون بيوتاً دائرية يطلقون عليها اسم “بتورنق تونقا” أي بيوت العمالقة.

وقد استوطن “التورا” جبل مرة ، ولم يختلطوا بعناصر أخرى ، وحافظوا على دمائهم وأشكالهم لاحتمائهم بالجبال ، وعندما دخل الإسلام منطقتهم عرفوا بالفور ، وكان الفور والتنجر بينهم مصاهرات كثيرة مما حدا بالمؤلف للجزم بأنهم من أصل واحد وهو التورا.

💎:–
وكان سليمان سلونق ، أي سليمان العربي، هو أول سلطان يقوم بتأسيس دولة دارفور الإسلامية
(.. عام 1445 م ..)وقد استطاع إخضاع (37) زعامة ومملكة صغيرة لحكمه ، بعدما خاض حوالي (32) معركة، وكانت المملكة تتكون من مسلمين ووثنيين، وبدأ السلطان في تدعيم سلطته في دارفور، فقام بخلع الزعامات المحلية وولى على بلادهم زعماء جدد من أهلهم، من هذا التاريخ بدأ حكم الكيرا أو الفور أو الفور الكيرا في دارفور، (والكيرا تعني الأحفاد الخيرة)، وقد حزن زعماء التنجر لفقدهم السيطرة على الحكم في دارفور، فكانوا إذا جلسوا مع الفور يلبسون العمامة السوداء.

📌:—-
واستمر الفور يحكمون دارفور ما يقرب من 430 عاما دون انقطاع ، أي من سنة 1445 م حتى سنة 1875 م، ثم عاد السلطان الشهير علي دينار وحكمها من سنة 1898 م حتى 1916 م، حيث ُضمت بعد ذلك إلى السودان في 1/1/1917م، وبلغ عدد سلاطينها (27) سلطاناً.

💎:–
كان الحكم في دارفور فيدرالياً وكانت تسمى بسلطنة دارفور الإسلامية ، حيث قسمت البلاد إلى أربع ولايات رئيسية تحت قيادة سلطان البلاد، ويساعده عدد من الوزراء (12 وزيرا)، وكان مجلس وزراء السلطان يقع عليه العبء الأكبر في اختيار السلطان الجديد بعد وفاة السلطان بالتنسيق مع مجلس الشورى.

📌:—
وكان مجلس استشاري السلطنة (مجلس الشيوخ) يتكون من (12) عضواً من الأعيان، بما فيهم حكام الولايات الأربع وكان من اختصاصه مساعدة السلطان في تسيير أمور البلاد والمساهمة في اختيار السلطان الجديد.

Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

معضلات اخلاقية .. التطور الصناعي وصحتنا

متحف محمد نور هداب

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...