السودان القديم أقاليمه و شعوبه (1)

برغم أن بلاد السودان عرفت بعدة أسماء إلا أن السودانيين لم يختاروا إسماً لبلادهم حتى تاريخ اليوم بل كل الأسماء التي سنتناولها في هذا المقال تم إطلاقها من قبل الأجانب كالعرب والاغريق والرومان وفي بعض الاحيان عرفوها عن طريق الرحالة والتوراة وغيرهم، فمنهم من اطلق عليها من منظور جغرافي، ومنهم من أطلقها من منظور عرقي، و آخر من منظور سياسي ولا شك أن حدودها الجغرافية إختلفت عن بعضها البعض حسب الجغرافيا أو العرق أو السياسة.
فعلى سبيل المثال سنجد أن الإغريق أطلقوا عليها من منظور عرقي أو من لون البشرة وكذلك العرب ربطوها بلون البشرة وملامح السكان أكثر من أي شئ ثاني .
و لا شك أن هذه البلاد لعبت دوراً محورياً أساسياً و مهماً في العلم والحياة السياسية و الإجتماعية، و ساهمت في وضع أولى لبنات الحضارة و حياة الرفاهية و الإنتقال من حياة الغاب إلى الحياة المدنية و لذا كانت قبلة و وجهة لكل العالم في ذاك الوقت، مما جعلتها الآن محط أنظار ونقطة إهتمام لكل المؤرحين والرحالة و الباحثين لسبر أغوارهم وكشف خفايا أسرار و معالم تاريخنا العظيم التي لم تنال حظها الكافي حتى الآن إما بسبب عدم إهتمام العلماء بها أو بسبب العنصرية البغيضة و لعدم الإهتمام من جانب الإنسان السوداني بتاريخه و أصله وكذلك الإهمال من جانب الحكومة السودانية وتفرغ معظم نخب ومثقفي السودان بالسياسة وغيرها ضاربين بتاريخهم عرض الحائط.
بالرغم من أننا ذكرنا بأن معظم الأسماء في بلادنا أو كلها تم إطلاقها عن طريق الأجانب و الرحالة حسب المصادر القديمة من مصرية و أشورية وعبرية و إغريقية و لاتينية وعربية وغيرها إلا أننا نستغرب كيف لأمة لها مجدها وتاريخها وحضارتها لا تستطيع إختيار مسمى لبلادها وسكانها علي حدً سواء.
فعلى سبيل المثال لن تجد ملكاً قد ذكر أنه كوشي أو أنه نوبي أو تاسيتاوي ، وحده ترهاقا من ذكر أنه إبن إمرأة من تاسيتي و هنا يشير إلى المكان وليس إلي أصله أو عرقه فتاسيتي نفسها أطلقوها المصريون على المنطقه الواقعة بين حلفا و أسوان وربما حدودها الشلال الرابع حسب بعض المؤرخين.
كل هذا كان مدخلاً وفي مقالنا القادم سنتحدث عن أسماء السودان في العصور الغابرة إبتداءً من تاسيتي حتي الإسم الحالي .

Copyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

Related posts

محمية بوما الوطنية

وفاة أشهر أسد في العالم (سكار ) ملك الغابة في كينيا

وفاة أشهر أسد في العالم (سكار ) ملك الغابة في كينيا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...