الرئيسية مقالات متنوعة ماضي الزوجين وتأثيره على حياتهما

ماضي الزوجين وتأثيره على حياتهما

بواسطة يزيد الهواري
165 مشاهدات

بقلم : يزيد عبدالله الهواري

البحث في ماضي الزوج أو الزوجة سبب رئيسي في دمار الحياة الزوجية، فالماضي العاطفي لا يؤدي فقط إلى لوم مستمر، بل إلى فتح باب سوء الظن والشك السلبي مستقبلاً، ولا يحل المشكلات التي نعايشها في الوقت الراهن، وقد يزيد من تعقيدات الحاضر، هذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث، حيث أشارت في مجملها أن نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير الحياة الزوجية، فبعض الأزواج قد يكون لهم علاقات قبل الزواج، والخوض فيها ـ مهما كانت الأسباب قد تكون وسيلة فاعلة في القضاء على الحياة الأسرية، ومهما كانت بساطة هذه العلاقات فإنَّها قد تسبب كوارث إذا تم استدعاؤها إلى الحاضر، فكيف يمكن التصرف حيال بعض هذه النماذج؟

وماذا تكون ردة فعل الزوج تجاه زوجته في حال اكتشاف ماضيها العاطفي … وهل يكون الحل في الانفصال؟

وكيف يمكن أن تتقبل الزوجة ماضي زوجها ؟

أسئلة نبحث لها عن إجابات في السطور التالية:-

يصارحنا أبوالقاسم الذي مر على زواجه أكثر من 4 سنوات، أنه اليوم يعيش حالة متناقضة بين ماضي زوجته العاطفي ومشاعرها تجاهه، فهو دوماً يتذكر لحظات إعتراف زوجته بتاريخها العاطفي ويقول: منذ فترة دار بيننا حديث مزاحي أنتهي في نهاية المطاف بكابوس مزعج حين إعترفت زوجتي المصونة بحبها لأحد الشباب في الماضي، ولكن اعترافها لم يكن كاملاً ودقيقاً بكل تفاصيله ، ويتذكر أبوالقاسم تلك اللحظات المؤلمة قائلاً : لحظة قالت لي إنها خرجت معه مرتين ووجدت نفسي كمن سكب ماء حاراً على رأسي، وتمنيت في هذه اللحظة أن أتخلص منها بالطلاق لكن تأكيدها المستمر خلال الحديث إنه لم يحدث شيء بينهما وبات أمراً لا يعنيها حسب قولها جعلني أعيش حالة تردد، أحياناً أشعر بصدقها وفي لحظات أخري أحس بأنها تتلاعب بعواطفي ومشاعري.

ويقول عباس سر الختم : بعض الزوجات ينبشن في ماضي الأزواج والنزوات السابقة لهم، فتحاول الزوجة إستدراج زوجها حينما تسأله عن أوصاف من كان ينوي الزواج بها قبلها، مؤكدة له أنَّها لن تغضب، ولن يؤثر ذلك على علاقتهما الزوجية، ولكن كل تلك الكلمات المعسولة التي تلقيها المرأة على زوجها اعتباطاً، ما هي إلا مجرد معرفة حقيقية لماضي من أرتبطت به، لذلك لا يتوجب على الزوجة فعل ذلك نهائياً، فما حصل في الماضي يجب أن يدفن ولا ينبش إلا عند الضرورة ، وفيما يتعلق بأسرار الماضي القديم فهو ملك للإنسان، وليس من حق النصف الآخر أن يتجرأ ويسأل عنه، فلا يتوجب على الزوج التعرف إلى ماضي شريكته ومعرفة تاريخها منذ لحظة ولادتها فالماضي يندرج في باب الأمور الشخصية وليس من الصواب أن يقوم أحدهما بسؤال الآخر عن ماضيه، فإذا ما رغبت الفتاة أو الشاب في الإفصاح فكل حسب رغبته في ذلك، وفي حال أفصح الشاب عن ماضيه لفتاته فلا يتحتم عليها فعل ذلك في المقابل، أو أن يطالبها بذلك من باب المصارحة، بل يترك كلٌ حسب رغبته في حدود الصراحة.

هنا تفوح سماهر إحدى العاملات بكافيه بالخرطوم قائله: أن ضرر الاعتراف بماضي الأزواج سواء كان سلوكيات أو ممارسات أو تجارب عاطفية سيكون كبير فالإعلان عنه لن يفيد أي طرف، كما أنه قد يكوّن الزوج أو الزوجة صورة ذهنية معينة عن الطرف الآخر، مثل كونه لا يحفظ الأسرار، أو لا يحسن التصرف في بعض الأمور، لافتة أن هناك أيضاً علاقات سابقة للزواج من الممكن الحديث عنها بشكل عابر، لكن من دون الدخول في التفاصيل، فيجب أن تكون هناك حدود للصراحة وإلا تحولت إلى نقمة تدمر العلاقة الزوجية، خاصة إذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة.

إبراهيم أيوب يقول : نجد بعض الأزواج يستجيبون لإلحاح زوجاتهم ويتفاخرون بماضيهم، ويتناسون أنَّ نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير العلاقة الزوجية، فأيّ إعتراف للرجل بماضيه وعلاقاته السابقة أشبه بقنبلة يضعها في حياته الأسرية، فلا داعي للمصارحة ولا الخوض في التفاصيل، فتلك صفحة طويت والمستقبل كفيل بطي هذه الصفحات بحلوها ومرّها بفضل التفاهم والعشرة الحسنة.

سميحة تُعبّر بحزن وأسى في قولها : أن اعترافها لخطيبها بماضيها تسبب في فسخ خطوبتها، وتحكي معاناتها بألم قائلة : الكثير من الرجال المقبلين على الزواج او المتزوجين  يرون أن  معرفة ماضي الزوجة حقاً من حقوقه ويجب على الزوجة أن تبوح به، وتقول في لحظة تأنيب ضمير عندما إعترفت لخطيبي بعلاقتي بزميل لي في العمل ولكن تلك العلاقة لم تستمر طويلاً ولم تنته كما حلمت بها، تصمت سميحة قليلاً وتحكي ردة فعل خطيبها، لم أصدق ما حدث فقد أمسك يدي بقوة ووضع بها خاتم الخطوبة وأنهى قصتنا التي لم تبدأ إلا منذ 4 أشهر، فكل الرجال يريدون أن تكون المرأة التي يرتبطون بها صفحة بيضاء نقية، وكأنها إنسانة ليس لها قلب تحب وتكره، في حين يسمح لنفسه بأن تكون لديه علاقات كثيرة ومتعددة مع فتيات أخريات مؤكدة لست نادمة وبرغم ما جرى سأستمر في المصارحة حتى لو كلفني ذلك البقاء في بيت أهلي من دون زواج.

وفي أخر البحث والتقصي أجمعت دراسة خبراء علم الاجتماع أن ليس هناك أي ظرف يستدعي أن تفصح الزوجة عن ماضيها لزوجها، فلا توجد أي فائدة من هذه المصارحة، فهي أمور شخصية، تترك لرغبة المرأة في الإفصاح عنها أو إخفائها، فهي ملك خاص بها.

يجب أن يكون ماضي الأزواج خلف الذاكرة، وفي صندوق الدفاتر القديمة، فالنبش فيه قد يؤثر على العلاقات الزوجية، فحين تتحدث الزوجة خاصة عن ماضيها قد تسبب مشاكل كثيرة هي في غنى عنها، وهذا ما أكدته الدراسة التي أشارت إلى أن الماضي الخاص بالزوج أو الزوجة يؤذي الطرفين.

إن الحب الحقيقي يبدأ من لحظة عقد الزواج، والماضي لا يقدم شيئاً، بل العكس قد يدمر علاقة الأزواج، فيصبح مثل الفتيلة التي يمكن أن يتم نزعها فتنفجر في أي لحظة، لذلك مهما كان ذلك الماضي لابد أن يظل ملكاً لكلا الزوجين وفي طي النسيان، فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ، وحول شعور الرجل أن الفتاة التي لها ماضٍ قد تطارده لعنة الشك لفترات طويلة لذلك ينصح أن لا يميل لهذه الأفكار والشعور، وعلى الزوجة ألا تنبش في ماضي زوجها خصوصاً فيما يتعلق بالنواحي العاطفية، لأنَّ الجهل بتلك الأمور أفضل من العلم بها، وعليها أن تحاول معرفة ما يرغب فيه زوجها أو ما يجذبه في المرأة.

Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2020 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...