الرئيسية الصحةسراج بيّاع الموت

بيّاع الموت

بواسطة محمد عامر عبيدي
380 مشاهدات

في إحدى مدن نيجيريا إنتشرت عدة أوبئة مما جعلها تصنف كمنطقة كوارث وتتداعت المنظمات والدول وشركات الأدوية لتقديم المساعدة ومن ضمنهم شركة فايزر للأدوية والتي قتلت عن قصد أطفالاً من المدينة فقط كي يجروا تجارباً عليهم .

بدأ الأمر في مدينة كانو شمال نيجيريا عام ١٩٩٦ حيث انتشرت الكوليرا وإلتهاب السحايا والحصبة ، فأرسلت شركة فايزر الشهيرة للأدوية وفداً ليقدّم المساعدة الإنسانية والعلاجات لأهل المنطقة . كما تداعت فرق من منظمات مختلفة كالصحة العالمية ، وأطباء بلا حدود وغيرها . باشر الأطباء في علاج حالات السحايا بعلاج معتمد من منظمة الصحة العالمية وموضوع في البرتوكول العالمي في حالة الأوبئة وبالفعل تماثل عدد من الأطفال للشفاء . لكن وعلى الصعيد الآخر كانت شركة فايزر قد اخترعت دواءً جديداً للسحايا لكنها لم تجربه على الإنسان بعد وحتى في الحيوانات قدّم أعراضاً جانبيةً خطيرة جداً . استغلت شركة فايزر الكارثة وادعت أنها تقدم العلاج للأطفال مع أنها كانت تجرّب فيهم دوائها الجديد . مات عدد كبير من الأطفال جرّاء هذه التجارب المريعة كما أصيب معظم الأحياء من التجارب بالعمى والشلل .
للأسف يا عزيزي القارئ مجتمع صناعة وتجارة الدواء مليء بالقذارة داخله ، من تجارب غير أخلاقية إلى إخفاء العلاج أو التسبب بندرته أو حتى تعمّد نشر الأمراض حتى تبيع الشركات أدويتها . فمثلاً احدى الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية تعمدت إعطاء مرضى الناعور دماءً ملوثة بفيروس نقص المناعة مما جعل معظم مرضى الناعور بالولايات المتحدة يصابون بالإيدز حتى تتمكن الشركة من رفع سعر منتج لها ادّعت آنذاك أنه يعالج الإيدز من ٢٩ دولار إلى ٩٠٠ دولار للجرعة الواحدة .
كما أن تحقيقاً في صحيفة نيويورك تايمز أقرّ بأن شركات الأدوية المختلفة قادرة على إيجاد علاج نهائي للسرطان بالإمكانيات المتوفرة والبحوث المتطورة لكنها لن تفعل ذلك أو على الأقل في الوقت الحاضر ما لم تحقق أرباحها من العلاجات الكيماوية والإشعاع والأدوية المستخدمة حالياً لعلاج السرطان .
وعلى الصعيد المحلي عاصرنا كثيراً من تجار الموت من أفراد وشركات إستيراد للأدوية تتاجر حرفياً بحياة الناس ، فيتم تخزين الأدوية المنقذة للحياة لتبلغ أسعارها أرقاماً فلكية ويبيعونها بالسوق السوداء وقتها ، ففي وقتنا الحاضر تكلفك الجرعة الواحدة من حقن الإميونوقلوبيولين ٧٠٠٠٠٠ جنيها سودانياً هذا بعد الوساطة بينك وبين تاجر الدواء .
قبل الختام لا ننكر أنه يوجد العديد من شركات الأدوية تعمل بجد لخدمة المرضى وتوفير العلاجات بأقل الأسعار لهم مع الوضع في الإعتبار فترة البحوث والدراسة حتى تصنيع الدواء والتي قد تأخذ ما يزيد عن عشر سنوات وتكلف ملايين الدولارات ، كما أن العديد من الحكومات تساهم في شراء الأدوية وتوفيرها لشعبها بأسعار معقولة حتى يستطيعوا شرائها بعد أن تُأمّن عليهم صحيّاً .

ختاماً ؛ شفى الله كل مريض وأعان كل مبتلى

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...