سليمان أبو القاسم ؛ مواطن سوداني يؤمن هو وأتباعه بكونه المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وبكونه نزل في شكل نور واستقر روحا برحم سيدة اسمها دار السلام محمد ” والدته” . يقول أتباعه أن أعدادهم بالمئات ، ولا يصلون إلا خلفه ، ويؤمن به إيمانا قاطعا.
كما أنني قابلت شخصا في مدينة كوستي يؤمن إيمانا جازما أنه المهدي المنتظر ، وأنه حري بي أن أؤمن به وبفكرته ورسالته ؛ وإلا فمصيري النار .
اذا نظرنا للأمر بنظرة عالمية نجد أن ادعاء المهدوية والعيسوية ، أو بالأصح ادعاء الشخص أنه شخص عظيم ، و مخلص ، و منقذ ليس بالأمر الجديد ؛ بل يوجد العديد من الأشخاص في مختلف دول العالم اعتقدوا هذا الأمر ؛ لكن ما هو السبب وراء هذه الإدعاءات وما هو الدافع لها؟!
لأجيب عن هذا السؤال دعني أحدثك يا عزيزي عن إنفصام الشخصية ” schizophrenia “.
يعرف إنفصام الشخصية بأنه ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﻧﻔﺴﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺴﻠﻮﻙ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ، ﻭﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ .
أحد الأعراض الشائعة لهذا المرض هو جنون العظمة أو الميغلومينيا ” megalomania ” حيث يعتقد الشخص ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ فريدة وعظيمة حتميا وقطعا ولا جدال في هذا الأمر وأنه مختلف عن أقرانه وجنسه ويتميز بمعجزات وخوارق عديدة . ﻓﻘﺪ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻪ على سبيل المثال، المسيح المنقذ ، أو احد الأنبياء ، أو أنه زعيم عظيم ، أو قائد مبجل ، وفي بعض الأحيان يعتقد البعض أنه إله يستحق العبادة.
أنواع الفصام :-
هناك عدد من الأنواع الفرعية لإنفصام الشخصية تقسم حسب الأعراض إلى :-
1- إنفصام المطاردة “paranoid schizophrenia” : المصابون بهذا النوع من الفصام يعتقدون دائما أن هناك من يلاحقهم ، أو يتربص بهم ، أو ينوي إلحاق الأذى بهم ” أحد المرضى يقول أنه تم زرع أجهزة تنسط في منزله والذي زرعها يريد نشر أسراره” .
2- إنفصام الجمود “catatonic schizophrenia” : ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﻡ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ، غالبا ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎلإﺭﺗﺒﺎﻙ ، وتواجههم مشكلات في التواصل ﻣﻊ ﺍلغير ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ التأتأة ، والكلام المتلعثم ، ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ . كما يبدون أحيانا عديمي المشاعر والحساسية ويبدون تصرفات غير ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ، إذ ﻳﺒﺪﻭﻥ ﺻﺒﻴﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭتبدو تصرفاتهم تافهة وسخيفة .
كما ان سلوكياتهم مضطربة وغير منتظمة ويؤثر هذا الأمر على إدارة وقتهم لأساسيات الحياة كالطعام والاستحمام وغيرها.
3- الفصام غير المصنف ” undifferentiated schizophrenia ” : هو نوع فرعي يتم تشخيص المريض به عندما تكون الأعراض غير واضحة ولا تعبر عن أي من الأنواع الثلاثة السابقة .
4- فصام متبقي ” residual schizophrenia ” : في هذا النوع يكون المريض قد بدأ يتماثل للشفاء ؛ لكن الهلوسة والأعراض الرئيسية ما زالت مستمرة بصورة أخف من بداية التشخيص .
¤ أسباب المرض :-
مسببات الفصام معقدة جدا لكن يمكن تلخيصها بالآتي :-
1- أسباب وراثية : حيث ترتبط نسبة الإصابة بإنفصام الشخصية بوجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بهذا المرض .
2- البيئة المحيطة : حيث تزيد الصدمات المرتبطة بالطفولة – مثل التنمر والإساءة الجنسية أو الجسدية او موت أحد الوالدين – من خطر الإصابة بإنفصام الشخصية.
3- الإدمان : كثير من المصابين بإنفصام الشخصية يتعاطون المخدرات أو يعانون من الإدمان على الكحول . وقد أثبتت الدراسات وجود ارتباط وثيق بين نبات القنب الذي يستخرج منه كثير من أنواع المخدرات وبين إنفصام الشخصية . أما الكحول فهي تزيد من حدة الأعراض للمصابين بالفصام.
4- الإضطرابات العصبية : حيث يرتبط انفصام الشخصية بإختلافات دقيقة في تركيب الدماغ في الفص الجبهي ” lobus frontalis “ ، و قرن آمون ” Hippocampus ” ، و الفص الصدغي ” Lobus temporalis “.
¤ الأعراض العامة للفصام :-
1- الهلوسة : وتتمثل في سماع أصوات داخل الرأس .
2- الأوهام : مصاب الفصام لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والوهم ، وتتسم أوهامه بالغرابة على شاكلة وجود مؤامرة لإغتياله ، أو علاقته بأحد المشاهير ، أو كونه نبيا مرسلا.
3- العزلة والبعد الإجتماعي وأحيانا عدم الإهتمام بالملبس والنظافة.
4- التقلبات النفسية كالعصبية الزائدة والإرتياب.
¤ العلاج :-
يتم علاج الفصام بمضادات الذهان مثل ريسبيريدون جنبا لجنب مع الدعم النفسي والإجتماعي.
سراج أخير أريد أن أنوه عزيزي القارئ أن مرض إنفصام الشخصية قابل للعلاج وليس وصمة عار كما يقول البعض ؛ فالكثير من المصابين به تم شفاؤهم . كما ان كثيرا من ذوي المكانات السامية كالعلماء وغيرهم أصيب بهذا المرض منهم على سبيل المثال لا الحصر ، عالم الرياضيات الشهير الحائز على جائزة نوبل بروفيسور *جون ناش* .
*ختاما* شفى الله كل مريض وأعان كل مبتلى
1 تعليق
keep going 👍