Grave of the fireflies

قبر اليراعات

لا يمكن استيعاب مدى هول الحرب الا اذا نظرنا اليها باعين الاطفال , فقط تلك الاعين البريئة يمكن ان ترينا ما قد تخلفه من مآسي لا تفارقنا مدى الحياة و جروح لا تلتئم , دائما ما نشاهد افلام الحرب من وجهة نظر الطرف الرابح , يستعرض فيه بكل تبجح انتصاره مرفوقا باحتفالات و تهاليل , و لكن ماذا لو نظرنا الى الصورة الكاملة , ماذا لو رجعنا الى الخلف قليلا و راينا ما قد خلفته تلك الحرب على الجانب الاخر . هل من الممكن ان ينظر الطرف المنتصر لكل من تشرد و تيتم و ان يقول بان قراره كان صوابا ؟….. .

تتحول وجهة نظرنا بهذا العمل الا ذلك الجانب الخاسر , الذي لم يكن له فرصة للفوز من البداية و ما خلفته تلك الحرب من دموع و دماء …….

القصة :-

يحكي الفيلم عن معاناة الاخوين “سييتا” و هو مراهق يسعى بكل جهد ان ينضم للصفوف الامامية من الجيش و حماية وطنه , وشقيقته و “سيتسوكو” فتاة من الرابعة من عمرها لا تفقه شيى مما حدث الا و ان ابويها لم يعودا موجودين . نذهب في رحلة هدفها النجاة من تبعات الحرب العالمية الثانية في موطنهم “كووبي” احدى مدن اليابان .

الجوانب الفنية :-

يستعرض لنا هذا العمل طبيعة النفس البشرية و هي تسعى للنجاة بكل ما تملك من ارادة . العنصر الاساسي لهذا العمل هو “النجاه” , لم يتعمق بجانب بناء الشخصيات و لمن يتطرق لعرض نيران ساحات الحرب بل جعل حيوات الناجين اليومية هي اساس الحبكة و من معاناة و لحظات فرح بطلينا ركيزة متينة يقف عليها الفيلم . الاخوين و في طريقهم للبحث عن ملجا يمرون بمشاهد كثيرة تشمئز لها الابدان من جثث محترقة لمشاهد نهب و قتل في سبيل التحصل على لقمة عيش .

حرص المخرج على ان يحفر باذهاننا فعائل الحروب , معطيا صورة واضحة تبدا بالدمار و تنتهي باعادة البناء و نهضة اليايان , لم يجعل من بطليه ملائكة فان ساييتا دائما ما يفعل المستحيل للحرص على حياة شقيقته حتى و ان تطلب منه ذلك السرقة .

نظر المخرج  “ايساو تاكاهاتا” للمجتمع الياباني بصورة محايدة من دون ان يبهرجه و يلمعه و حرص على ان يتم تحريك كل اطار بصورة واقعية في كلا من اللقطات الثابتة و تحركات الشخصيات مما اعطى بعد عميق للاحداث لان كافة المشاهد البشعة تكون مرسومة بدقة عالية تتطلب ذلك جهدا مضني و لكن كل شيئ ممكن مع استوديو غيبلي المخضرم الذي يعد من ابرز مراكز انتاج الانمي ذي الجودة العالية .

تطغي الاوركسترا الكلاسيكية على معظم مشاهد الفيلم خصوصا تلك التي توضح معاناة الافراد و تنعدم الموسيقى كليا لحظة اسقاط الطائرات الامريكية للقنابل .

يعد يهذا الفيلم ايقونة في عالم السينما بحيث تحصل على نقد جيد من كافة النقاد العالميين , و كسب عدد من الجوائز العالمية و يحتل مكانا عريقة كاحد افضل الافلام التي تحث على وقف الحروب .

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

قراءة في ترشيحات أوسكار 2022

مسلسل تشيرنوبل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...