Dororo

منذ القدم في حقبة إنتشر فيها محاربو االساموراي (النخبة من المحاربين تحت لواء الحاكم)، كان فخرهم يأتي من ولائهم وخدمتهم المطلقة للحاكم سواءا كان فاسد أو صالح،تأتي قصتنا لتروي أحداثا غريبة لحاكم من االساموراي قرر في سبيل إنقاذ الأرض التي يحكمها

أن يضحي بطفله الذي لم يولد بعد، عندما ذهب ليعقد تلك الصفقه مع الشياطين في مقابل اصلاحهم لحال دولته أن يأخذو اي شيء يخص ذلك الحاكم، وهذا ما حدث ليكون المقابل أول مولود له حيث تقاسم الشياطين أعضاء الطفل من أذرع و أرجل و عينين و حتى جلده و أعضاءه الداخلية، ليقرر والده بعدهـا التخلص منه لأنه لم يكن شيئا غير تضحية قدمت فداءا لأرضه، لكن دعاء والدته ولجوءها لآلهة الرحمة البوذية لتحمي إبنها تحققت حينما لم يمت هذا الطفل ليوضع على قارب في النهر و يتم إيجاده و تربيته كإنسان  طبيعي، فمن وجده كان ساموراي ترك القتال ليصبح طبيبا في سبيل طلب المغفرة من الآلهة لما قام به من فظائع تحت حاكمه الفاسد، فكان يصنع الأطراف الصناعية و يساعد من يريد الحياة، هياكيمارو كان الاسم الذي أطلقه على هذا الطفل الذي تخلى عنه والده.

هياكيمارو كان (rōnin) بمعنى التائه، كانت تطلق هذه الكلمة على الساموراي الذي لا يملك سيدا ليخدمه (تغير استخدام الكلمة في اليابانية الحديثة لوصف الموظف العاطل عن العمل أو خريج مدرسة ثانوية لم يتم قبوله بعد في الجامعة).

لم يكن تحت أي سيادة كل ما كان يقوده رغبة و صوت داخلي يخبره بأن يقتل الشياطين و العفاريت، لكنه لم يعلم أن ذلك كان سبيله للخلاص، فعند قتله لأحد الشياطين يسترد جزء مما اخذ منه عند الميلاد.

دورورو هو ذلك اللص الصغير الذي فقد والديه بسبب الساموراي، عاش وحيدا حتى إلتقى بي هياكيمارو في رحلته لإسترداد جسده وقرر أن يرافقه لتأخذهم الأحداث بين شخصيات و قصص بعضها حزين و بعضها مؤلم والبعض الآخر كان جميلا، كان دورورو شاهدا على كل ما حدث لهياكيمارو من أحداث و من ظلم و من ألم ، و لحظات استعادته لحواسه من القدرة على التذوق و السمع و الشم، كان دائما مع هياكيمارو مساعدا له كما لو كان ذراعه الأيمن.

Dororo

تعود هذه القصة لمانغا من تأليف أوسامو تيزوكا، له أعمال أخرى معروفة للعالم لن أخوض فيها الآن سأتركها ليوم آخر، تم تأليف المانغا ما بين 1967 إلى 1968 بأربع مجلدات، ليتم تبنيها بعد ذلك في عدة أعمال اختلفت فيما بينها في عدة تفاصيل كعدد الشياطين الذين عقد الحاكم معهم الصفقه و اختلاف آخر تجده في أعمار هياكيمارو و دورورو وغيرها من الاختلافات، وكانت الأعمال منوعة فمنها مسلسل تلفازي بنفس الاسم عرض عام 1969 من 26 حلقة من إنتاج شركة موشي للإنتاج،

و تم إعادة إصدار المانغا بعنوان ( اسطورة دورورو و هياكيمارو ) للرسام ساتوشي شيكي في 3 مجلدات، حتى تم إصدار لعبة فديو من إنتاج شركة SEGA لبلايستيشن 2 بعنوان (Blood Will Tell) صدر عام 2004، و فيلم لايف أكشن لممثلين بشريين بإسم الرواية الأصلي Dororo صدر عام 2007،

و آخر الأعمال جاء بشكل مسلسل أنمي من 24 حلقة تم عرضه في 2019 وأصدرته شركة  MAPPA الذي أبدع في اختيار الألوان التي تناسب الحروب و الخلفيات الموسيقية و القتالات الأسطورية، وكان الأخير هو مدخلي لهذه القصة الخيالية المظلمة التي اخذت تقييم متوسطه وصل إلى 8.2 ،هذا العمل سيستمتع به كل من كان يبحث عن الأكشن المغامرة وقصص الساموراي و الشياطين فأنا اعتبرها خيال مظلم ، حتى أن العمل موجه لمن هم في ال 17 فما فوق لما فيه من أحداث دموية و أخرى تتعلق بالديانة البوذيه و غيرها من الأحداث.

إن وجدت في نفسك هذه المواصفات فأنا أنصحك بمتابعة هذا العمل القوي وأخبرني بعدها هل كان والد هياكيمارو على حق في تضحيته ؟ هل إسترداد هياكيمارو لما اخذ    منه ليكسر العهد بين الشياطين و والدهـ انانية منه او كان هذا من حقه؟ هل كان هياكيمارو ليحافظ على انسانيته بدون دورور؟

https://youtu.be/hxoZ2EIfUN

 

 

Related posts

السينما الإيرانية ما بين مطرقة ضعف الإمكانيات وسندان القيود الرقابية

قراءة في ترشيحات أوسكار 2022

مسلسل تشيرنوبل

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...