هل سبق وتملكك الفضول يوماً عن ما الذي يحدث للعينات التي تؤخذ من المرضى بغرض فحصها لأجل التأكد من إصابتها بالسرطان ؟!
في هذا المقال سنذهب في جولة لنرى تفاصيل ما يحدث منذ إستلام المختبر للعينة وحتي تسليم النتيجة.
في البداية، مختبر الأنسجة المريضة هو أحد فروع علوم المختبرات الطبية الخمس، والتي تتضمن “مختبر الأحياء الدقيقة، مختبر علم أمراض الدم، مختبر الكيمياء السريرية، مختبر الطفيليات ومختبر الأنسجة المريضة”
كل قسم متخصص في جزئية معينة من التحاليل والإختبارات ، وسنسجل زيارة لكل قسم في المقالات القادمة إن شاء الله.
أما عن رحلتنا اليوم ستكون داخل مختبر الأنسجة المريضة، وسنرى بالتفصيل كل ما يدور في داخله.
المرحلة الأولى :
تبدأ رحلتنا داخل غرفة العمليات ، بعد أن يزيل الجراح قطعة النسيج المشتبه في إصابتها بالمرض التي يمكن أن تكون من الكبد أو الكلى أو البنكرياس أو أي عضو آخر، يقوم بوضعها في محلول يسمى “الفورمالين” ومهمة هذا المحلول هو منع النسيج من التحلل وأن يحافظ عليه بنفس الهيئة التي كان عليها وقت أخذه، تسمي هذه المرحلة “تثبيت النسيج”، يتم وضع النسيج في وعاء يحتوي علي محلول الفورمالين ثم كتابة معلومات المريض على الوعاء وإرسالها للمختبر.
المرحلة الثانية :
مرحلة التشريح، تؤخذ العينة بعد ذلك إلى المختبر ويتم التأكد من كافة المعلومات ومطابقتها، ثم تبدأ عملية التشريح وهي أخذ قطع أصغر من العينة و وضعها في حافظات بلاستيكية محكمة الإغلاق لتسهيل العمليات التالية.. ويتم إختيار هذه القطع الصغيرة بدقة بحيث تكون إحتمالية إحتواء هذه القطع الأصغر على خلايا سرطانية عالية، ثم يحتفظ بباقي النسيج في نفس محلول الفورمالين لوقت الحوجة.
المرحلة الثالثة :
وفيها تتم معالجة النسيج، يتم أخذ الحافظات البلاستيكة المحتوية على الأنسجة و وضعها داخل جهاز يسمى “معالج الأنسجة”، داخل الجهاز تتنقل الأنسجة بين عدة محاليل كيميائية والهدف من ذلك إستبدال المياه داخل النسيج بمادة صلبة تساعد في قطع النسيج لشرائح رقيقة تسمح للضوء بالمرور من خلالها لكي يسهل رؤية النسيج تحت المجهر للتشخيص، توجد عدد من المصلبات التي يتم إضافتها للنسيج ولكن اكثرها شيعاً هو الشمع.
المرحلة الرابعة :
وتسمى بطمر النسيج، حيث تتم إزالة الأنسجة من الحافظة البلاستيكية ووضعها في قالب يتم ملؤه بعد ذلك بالشمع السائل. ثم يتم وضع جزء الحافظة البلاستيكية الذي يطبع عليه رقم المريض أعلى القالب؛ بعد التبريد، يصبح الجزء العلوي من الحافظة والنسيج المطمور بالشمع كتلة واحدة تُعرف باسم كتلة الشمع.
المرحلة الخامسة :
وهي مرحلة أخذ شريحة رقيقة من النسيج، يتم نقل كتلة الشمع إلى أداة تعرف بإسم “المشراح”، يتم وضع الكتلة في حامل الكتلة ، والذي يمر بعد ذلك عبر شفرة حادة. في كل مرة تمر فيها الكتلة بالشفرة ، فإنها تتقدم للأمام بمقدار ثلاثة أو أربعة ميكرومتر، هذا ما يقرب من سمك خلية واحدة من النسيج، والنتيجة هي شريحة رقيقة جداَ من النسيج.
يتم إلتقاط الشريحة وتطفوا في حمام من الماء الدافئ الذي يسمح بتنعيم التجاعيد التي تكونت على شريحة النسيج، وثم توضع شريحة النسيج على شريحة زجاجية وترفع من الماء.
المرحلة السادسة :
مرحلة صبغ النسيج، بعد تجفيف النسيج الذي تم وضعه في الشريحة الزجاجية، يتم تمرير الشريحة عبر سلسلة أخرى من المحاليل الكيميائية، والهدف من ذلك إستعادة الماء داخل النسيج بعد أن تم إخراجه في بداية العملية لتسهيل عملية صبغ النسيج.
الصبغة الأساسية المستخدمة في مختبر الأنسجة تعرف بإسم “H&E”، مكونة من صبغتين أساسيتين “هيماتوكسلين ويقوم بصبغ نواة الخلية باللون الأزرق الداكن” و “إيوسين ويقوم بصبغ سايتوبلازم الخلية باللون الوردي” ويتم إجراؤها فعلياً على كل عينة أنسجة تأتي للمختبر. يمكن أيضًا إستخدام أصباغ أخرى للتأكيد على الهياكل المختلفة في الأنسجة. عادة ما يتم طلب هذه الصبغ الخاصة بعد أن يرى أخصائي علم الأمراض صبغة H&E الأولية.
المرحلة السابعة :
المرحلة الأخيرة وهي التشخيص بالمجهر، هذه المرحلة تتبع لأخصائي علم الأمراض وهو طبيب متخصص في تشخيص الأمراض، يقوم الأخصائي بمعاينة النسيج بعد صبغه تحت المجهر لرؤية هل اذا كان يحتوي على تغيرات سرطانية في الخلايا أم لا، بعد الفحص المجهري للأنسجة، يتم تسجيل البيانات بأكملها في تقرير ويتم إرساله إلى طبيب المريض الذي يتابع معه.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom