مشاعر مشتركة

بقلم: تغريد الخواض

دَعنا نتعرف..

أنا إنسان أنبتني الله من باطن الأرض مثلي مثلك تماما، نشترك في كثير من الصفات نتشابه في كثير من الأفعال، تجمعنا الفطرة بكل ما تحتويه من احساس، نحن حقاً متشابهون؛ نتشارك بعض الأحاسيس؛ نبحث عن أنفسنا بين أسطر من يكتب؛ في أعين من يحدق، بين شفاة من يبتسم، بين يَدَيّن من يعطي، في قلوب أوفت وأخلصت وتشبعت بالحب.

دعنا نتشارك أيضا ما نحمله من ألم، ربما نتقاسمه ونخفف على بعضنا؛ جميل أن تجد من يداويك، نجتمع، نتحدث ونتشارك ونتناقش، نجمع كل ما يدور داخل قلوبنا من فرح وحزن، شغف وشوق، خوف ووجع وخذلان.

نطرح مشاكلنا ونجد لها الحلول.

لكن قبل كل شيء فلنتفق؛ أن الروح هي محرك الجسد.

إذا شعرت بالإنهاك. تعب الجسد وقل أداءه في جميع وظائفه.

وإذا تعافيت، أبدع العقل والجسد في جميع ما يفعل.

من منا لا يوجد بداخله بعض الثقوب التي حفرها الزمان ببصمات سوداء، من منا ليس له الرغبة في التخلص منها؟

يمكننا البدء لنحتوي الآخر او يحتويك هو، سنصل إلى شعور الأمان، في الأمان قوة إحساس يشعرك بالراحة فأنت آمن من خوف، وهنا شعور الخوف يماثل حالتك التي تمر بها، خوف من عدو، او خوف من جوع، أو من نتيجة امتحان، او من مواجهة شخص ما، او من مقابلة عمل، شعور الخوف يراودنا أحيانا، حتى عندما نكون مع أقرب الاشخاص لنا دما، لأننا وبكل بساطة قد لا نجد الأمان معهم، ومن ثم لا يمكنهم احتوائنا. !!

 جميل ان تشعر بالأمان في مكان ما، ويكتمل الأمان عندما يشعرك هذا المكان بالدفيء، كعناق قوي مع كثير من الحب والطمأنينة وعدم الخوف.

وأحيانا نفقد كل هذا، ونجد أننا وحيدون لا احتواء ولا مكان ولا دفئ.

هنا يولد شعور الوحدة وأنك انسان مكسور مهزوم، وشعور أسوأ من ذلك، هو شعورك بعدم الرغبة في الحياة.

لذا يتطلب منا الا ننتظر هذا الشعور من الغير أو من اي شيء حولنا غير أنفسنا.

هنا يجب أن تجمع كل بقاياك وتبني بها احساس جديد، يمكننا تسميته (أمان ذاتي).

احتوي ما بك من حطام، اجمع كل شيء، واحتوي نفسك بنفسك، لا تجعل منها شيء متناثراً.

يبتسم الريح حين يتلاعب بروحك التي كانت في يوم تعطي وتسعد وتسند.

احتوي نفسك واغسل ما فيك من وجع، استرجع تلك الكلمات الجميلة، اسمع تلك الأغنية التي كانت تسعدك، اذهب الى نفس المكان الذي كان يخرج فيه صدى صوتك وعمق ضحكاتك.

 الحياة لن تتوقف حتى تتخلص من أوجاعك وآلامك ومشاكلك، فأنت أحق بالابتسامة، أحق بأن تكون انسان له القدر في احتواء نفسه واعطائها الدفيء الداخلي.

ولا تنسى أن تعطي ما حرمت منه انت لغيرك.

Related posts

مشتاقين

ناظم الحرف

وتمضي الأيام

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...