لقاحات

لا شك أن الكُل قد تضرر من جائحة كوفيد 19 سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، الموجة الثانية قد حصدت ما حصدت من أرواح ( زعماء سياسيين، أطباء ، علماء ، وزراء ، مصرفيين .. الخ) في السودان وجميع أنحاء العالم.
الكُل يفكر ويحاول في إيجاد العلاج سواء بإستخدام الأعشاب أو المواد الكيميائية ، و الكل يُراقب سِباق إختراع لقاح يقي البشرية من فيروس كورونا.

ڤايزر :
‏أعلنت شركة ڤايزر الأمريكية عن نجاحها في إنتاج لقاح كورونا بفعالية ٩٠%، وأضافت الشركة الأميركية ڤايزر (Pfizer) وشريكتها الألمانية بيونتيك (BioNTech) إن النتائج الأولية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية تُظهر حماية لدى المرضى بعد ٧ أيام من الجرعة الثانية من اللقاح و٢٨ يوما بعد الجرعة الأولى.

أكسفورد :
جامعة أكسفورد البريطانية سعت في تطوير اللقاح بفعالية كبيرة وأظهرت تجربة واسعة النطاق أن لقاح فيروس كورونا الذي طورته جامعة أكسفورد فعال بدرجة كبيرة في منع ظهور أعراض مرض كوفيد-19 لدى الأشخاص الذين يتناولونه ، وتشير البيانات الأولية إلى أن نسبة الحماية تبلغ 70%، والباحثين يقولون إن النسبة قد ترتفع لتصل إلى 90% من خلال التعديل في كمية الجرعة وينظرون إلى هذه النتائج بإعتبارها إنتصاراً،  وأن اللقاح أظهر خلال المرحلتين الأولى والثانية إستجابة مناعية قوية، حيث تبدأ الخلايا في إظهار رد فعل مناعي بعد 14 يوماً فقط من التلقيح، كما ينتج الجسم أجساما مضادة في غضون 28 يوماً.
وعلى الرغم من أن أي شخص سيحتاج إلى جرعتين من اللقاح فإن لقاح أكسفورد لا يستغرق مدة زمنية بين اللقاحين الأول والثاني، عكس لقاح “فايزر” الذي تقول الشركة إنه قد يحتاج إلى أكثر من أسبوعين بين الجرعة الأولى والثانية.
ظروف تخزين لقاح أكسفورد؟
لقاح أكسفورد لا يحتاج إلى إمكانيات لوجستية كبيرة من أجل نقله وتخزينه، حيث يمكن تخزينه في درجة حرارة ما بين 2 و8 درجات مئوية بمعني أنه لا يتطلب معدات تبريد ضخمة.

التكلفة :
السعر المتوقع للقاح أكسفورد لا يتجاوز 3 جنيهات إسترلينية (نحو 4 دولارات)، مقابل سعر لقاح فايزر الذي من المتوقع أن يبلغ نحو 21 جنيها إسترلينيا (نحو 28 دولارا)، وسبب هذا الإختلاف في الثمن هو التقنية المعتمدة في لقاح فايزر ونوع التكنولوجيا المعتمدة وهي تكنولوجيا غير مسبوقة ، لقاح أكسفورد سيكون الأفضل بالنسبة لدول العالم الثالث من حيث تكلفته وسهولة نقله وتخزينه.

أيهما الأفضل ؟
كلا اللقاحين قد أظهر فعالية قوية لكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن مدة المناعة التي سيوفرها لقاح فايزر، هل يتعلق الأمر بأشهر أم سنوات؟
لقاح أكسفورد من ناحية يعد الأقوى من حيث المناعة، وحتى عدد الدول التي جرى فيها الإختبار هي أكبر بالنسبة للقاح أكسفورد مقارنة بلقاح فايزر .. الإستجابة المناعية في الدول الأفريقية والشرق الأوسط للقاح أكسفورد كانت مُبشِرة جدا، وهو ما يعني أن هذا اللقاح سيكون الخيار الأفضل لهذه الدول أولاً بسبب إنخفاض سعره ، وثانياً لعدم حاجته إلى ظروف تخزينية خاصة ،
وثالثاً لأن شركة أسترازينيكا تقوم بتصنيع 400 مليون جرعة داخل بريطانيا، كما قامت بالتعاقد مع شركة هندية هي الأكبر في إنتاج اللقاحات في العالم، وتعمل حالياً لإنتاج مليار جرعة في إنتظار حصول لقاح أكسفورد على التراخيص الضرورية.

والإختلاف ؟

لقاح أكسفورد

تعتمد صيغة الناقل “vector” التي تقوم على إنتاج فيروس آمن وتلعب دوراً في تركيبته ليصبح شبيها في التركيب لفيروس كورونا وليست له أي أعراض من الكورونا ، وقد تم اختيار فيروس يدعى “أدينو فيروس” (Adenoviruses) الذي يصيب القردة بالزكام، وتم التلاعب بتركيبته ليصبح شبيها بفيروس كورونا ويتم حقن الشخص به، حتى ينتج الجسم أجساما مضادة.

أما لقاح فايزر فـ يعتمد على تقنية الحمض الوراثي الذي يجعل خلايا الجسم تتحول إلى بروتينات لها نتوءات مشابهة لتلك الموجودة في فيروس كورونا، ومن ثم يقوم الجسم بإفراز المضادات ، ولأول مرة يتم اعتماد هذه التقنية حيث تم التفكير فيها كلقاح لأمراض السرطان لكن ظهرت سلبياته بعد ذلك وأن المادة المعتمدة فيها تدعى الحمض النووي الريبوزي المرسال messenger RNA (mRNA) غير مستقرة كيميائياً وتحتاج إلى درجة تبريد عالية تبلغ 70 تحت الصفر.

حمانا الله وإياكم وحفظ الأمة جمعا من هذا الوباء.

Related posts

موضات إدارية -1-

تشجيع الإستثمار في الدولة “2”

ملامح 2021م “2”

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...