قد يظن الظان منا أن اللغة المروية ظهرت مع ظهور مملكة مروي الكوشية في منطقة مروي القديمة (البجراوية الآن) 300 ق.م إلى 350 بعد الميلاد؛ وذلك لأنها تحمل إسم مروي. بيد أن هذا المظان غير صحيح البتة ، فلقد ظهرت اللغة المروية في وقت مبكر و ربما تحدثت بها مملكة كرمة النوبية 2500 إلى 1500 قبل الميلاد، و ربما أبعد من ذلك بكثير وذلك إستناداً على الإتصال اللغوي والذي ظهر على النقوش المصرية، و إمتدت النصوص المروية حتى عهد الدولة الوسطى المصرية والمملكة الحديثة و أواخر العصر الثالث الوسيط والمتأخر والبطلمي والروماني التي كانت موازية للحضارة النوبية الكوشية.
وقد عززت هذه الفرضية كذلك إستناداً على فرضية العالم كلود ريلي حيث ذكر بعض الأسماء الشخصية التي وردت في بردية جولنشيف (Rilly 2007b)
وقد إفترض العالم كلود ريلي أن هذه اللغة هي اللغة التي كانت مستخدمة في شمال السودان بصورة رسمية وتحدثوا بها الملوك الكوشيين بينما كان للبروف عبد القادر محمود رأي مغاير وذكر في كتابه :
خلاصة القول اذ انه لا يوجد دليل قاطع ولا يمكن الجزم بأن اللغة المرويه هي نفس اللغة التي تحدث بها ملوك كوش.
كٌتبت هذه اللغة بطريقتين وهما الهيروغليفية المروية والديموطيقية المروية (الكتابة بالصور و بالحروف الابجدية) .
اُستخدمت المروية الهيروغليفية في النحت والنقوش على الحجر وبعض الأوراق والمستندات السرية والوثائق الملكية والدينية بينما الأخرى إستخدت في حفظ السجلات العامة فقط.
وتمت كتابة آخر نقش مروي معروف بالخط المروي في القرن الخامس يعود للملك البليمي خارامادوي إذ لم أكن مخطئاً.
وبخصوص تصنيف هذه اللغة فقد ذهب بعض العلماء بأنها لغة حامية كحال اللغات النوبية والبعض الآخر إلى ساميتها بيد أن البروف عبد القادر محمود كان له رأي مختلف واكد إفريقية هذه اللغة وقال :
إن اللغة المروية هي لغة افريقية صريحة النسب لخلوها من اية سمات سامية أو هندو أروبية ولتميزها بصفات لا تجدها في اللغات السامية.
نواصل،،،