قلوبهم شتّى … فهل ننجح!!

عامً انقضى هو عُمر مجلتنا مجلة السودان التي أتاحت لي فرصة أحسبها عظيمة ولكن مع عظمتها كانت محفوفة بالكثير، فبين ما أرغب وما لا يصح وما يحدث كنت منازعاً، همي تقديم ما يفيد ويليق بقراء المجلة ومعبراً عن واقع الحال بين الناس، محاولاً مثل كثيرين فهل نجحت!! لا ادري ولكني حاولت ولا زلت…
أعود اليوم والحال كما هو فلم (تكبر) أمانينا بل (فترت) خطاوينا ولا (لقينا) البداوينا، فإنعدام الدواء أصبح واقعاً رغم التنبيه المتكرر قبل عام، فلا أذن سمعت ولا عقل عمل فكره، ويبدو أن عقول مسؤولينا أكبر من أن ترهق فكرها بحاجات المواطن..!
وما يثير الاستغراب! كيف لمسؤول حكومي أن يتعامل مع أولويات المواطن التي تحفظ له كرامة العيش والحياة بلا مبالاة كما يحدث اليوم، فانعدام أدوية السرطان وغيرها من الأدوية الضرورية أمر جلل ويستوجب المساءلة والإقالة بل والمحاكمة!! ولكن يظل الحال كما هو لا أحد يسأل؟ أو يحاسب أو يعاقب…
عامٌ مضي والوزارات لم تشهد أي تغيير حقيقي سوى تغيير الوزير بوزير آخر، وتظل كما هي بلا خطط ولا أهداف مع متلازمة الحكم (سلحفائية الأداء وكثيرة القيود) وعطفاً على ذلك فالدولة ممثلة في حكومتها تدير الواقع بمبدأ (رزق اليوم باليوم)، وكل همها رفع الدعم وتنفيذ برنامج البنك الدولي آملاً في حل مشكلتنا الاقتصادية وفي سبيل ذلك تؤجل كل الأولويات…
وليس ببعيد عن حال الحكومة التنفيذية، وحسب بيان رئيس الوزراء فالوضع السياسي يشهد إحتقان وشتات بين أطيافه المختلفة فكراً وعقيدة بما يؤثر على وحدة البلاد، فالأحزاب قلوبهم شتّي و نخبها بمعزل عن القواعد، والشارع لايؤمن بدور الأحزاب، والعسكر بين اعادة الثقة والكفاءة وبين الدمج والتسريح، والكل منازع بين بين.!
نهاية القول.. 
الشارع منقسم بين داعم وناغم وكل محق من وجهة نظره فالداعم يرى أن النجاح الذي أصابته الحكومة في رفع العقوبات وبداية إعفاء الدين الخارجي مؤشر جيد، ويجب مواصلة دعم الحكومة ممثلة في رئيس الوزراء لتنفيذ رؤيته، أما الناغم فيري أن الدولة ممثلة في الحكومة أهملت ملفات مهمة ارتبطت بالعدالة والقصاص ومعاش الناس.
وبين هذا وذاك تظل الحقيقة الوحيدة أننا نحتاج إلى رؤية موحدة تخرجنا من نفق الصراعات إلى صناعة دولتنا المنشودة…
فهل تنجح مبادرة السيد رئيس الوزراء في جمع هذا الشتات أم للشركاء من كل الأطراف رأي آخر..!!

Related posts

السودان ما بعد الإتفاق الإطاري

حوار الطرشان

الصحافة مسؤولية .. وليست جريمة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...