عبري هي مدينة صغيرة في الولاية الشمالية، و هي حاضرة منطقة السكّوت في بلاد النوبة الحديثة و تعتبر إحدى أهم مدنها، تقع المدينة بين خطي طول 20 و21 شمالاً ودائرة عرض 30 شرقاً بحكم و قوعها طولياً على النيل، تحفها من الشمال قرية عمارة و من الجنوب قرية تبج و من الغرب النيل ومن الشرق الصحراء النوبية، و تقع قربها جزيرة صاي التي تعد مسقط رأس الشاعر و الملحن السوداني الكبير خليل فرح.
و تعتبر من أهم المناطق الذاخرة بالآثار من شتى العصور و مختلف الحقب ، و من ضمن هذه المناطق الأثرية (نجد غابات عبري المتحجرة) التي تعتبر إرثاً جيولوجياً نادراً يماثل الغابات المتحجرة الموجودة فى العالم و التي يجب أن تضمن كمحمية جيلوجية طبيعية، تقع غابة عبري المتحجرة في منطقة تبعد حوالي خمسة كيلو مترات عن مدينة عبري فى الاتجاه الجنوب الشرقي. و تبلغ مساحة هذه الغابة حوالي 15 كم2.
موقع الغابة المتحجرة في الوقت الراهن يسوده المناخ الصحراوي الحار جدا في فصل الصيف الذي يبدأ في شهر ابريل و يستمر حتى أواخر أغسطس، و تتميز بالشتاء البارد والجاف حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من 10 درجة مئوية ومعدل الرطوبة إلى أقل من 20% و يمتد الشتاء من أواخر أكتوبر حتى منتصف مارس، أما كمية الأمطار فهي شحيحة وقليلة جداً. و تنعدم تماماً كافة مقومات السياحة في المنطقة حالياً، ما لم تتدخل الجهات المسؤولة و تقوم بتضمينها ضمن المحميات الطبيعية.
الغابات المتحجرة :
يرى بعض العلماء أنه قبل 250 مليون سنة حدثت ثورات بركانية اقتلعت هذه الأشجار و ردمتها لتقبع تحت الرواسب البركانية لملايين السنين لتتحجر ببطء شديد على مدى القرون . أو أن هذه الأشجار قد حدث لها طمر سريع داخل الرواسب و من ثم تم احلال الخشب بالسيلكا. أو أن البراكين التي تتواجد في تلك الفترة ، و التي تحتوي على المحاليل الحارة التى بدورها تحتوي على حمض الهيدروفلورك الذي يعمل على إذابة السليكا و من ثم غطت هذه السليكا الأشجار و أدت إلى تحجرها.
الموقع الآن مهمل جداً من قبل السلطات ، و هو متاح جداً لأن تعبث به أيادي المعدنين العشوائيين ، نأمل أن تتحول المنطقة إلى مزار سياحي مفتوح و يمكن أن تضم متحفاً لعرض المستحاثات و الحفريات المنتشرة في المنطقة.