تعد حضارة مدينة كرمة التاريخية من أقدم الحضارات الأفريقية، فقد أثبت علماء الآثار أن عمرها أكثر من ٩٥٠٠عام و كانت عاصمة للكوشيين ، تقع في الولاية الشمالية من السودان على الضفة الشرقية لنهر النيل و تبعد حوالي ٦٠ كيلومتراً شمال مدينة دنقلا حاضرة الولاية الشمالية و ٧٠٠ كيلو متر جنوب مدينة أسوان، و قد كانت مركزاً لحضارة كرمة نحو ٢٠٠٠ قبل الميلاد، و تقدمت تلك الحضارة الإنسانية القديمة مع الزمن و نشأت فيها ممكلة ذات شأن كبير و على إتصال بدولة الفراعنة التي تقع شمالاً منها، و عثر فيها على صرح كبير مبني من الطوب اللبن يسمى (الدفوفة الغربية) الذي يبلغ ارتفاعه ١٩متر و لم تعرف وظيفته الأساسية بعد، لكن يُرجح أنه كان قصراً للملوك أو معبداً، و عثر أيضاً على أعداد كبيرة جداً من المباني العمرانية القديمة و القبور، و يبدو أنها كانت في خدمة الملوك، كما عثر أيضاً على آثار تشير إلى تضحيات بالبشر.
و أيضاً عثر على مقتنيات و أواني من مصر تدل على تبادل تجاري بين المملكتين ، و تعاقب على حكم مدينة كرمة عدد من الملوك و الزعماء و الأسر ، و في عهد مملكة كوش عدلت المنشآت و المعابد التي استخدم الطوب الأحمر المحروق ، و توجد أيضاً الدفوفة الشرقية أو ما يعرف بـ (دكي قيل) وهي مركز تجمع مدني ضخم حول معبد كان مبنياً من الطوب اللبن، و تنقسم الى الدفوفة (الشرقية) و هي عبارة عن مدافن بيضاوية و الدفوفة (الغربية)كما أشرنا عبارة عن بقايا صرح أو قلعة قديمة ، تعتبر هذه الآثار من أهم الآثار الموجودة في السودان و أبرز معالم الحضارة النوبية ، حيث تم إنشاء متحف بمدينة كرمة الذي يضم جميع الآثار و المقتنيات المكتشفة.
2 تعليقات