حركات المقاومة في عهد الإستعمار الإنجليزي (1899_1956م) ج7

ختاماً لسلسلة المقاومة  الوطنية ، و في آخر جزء فيها سنرى كيف تطور الوعي السياسي لدي السودانيين و اختتم بنيل السودان استقلاله لنتابع

الحركه الوطنية (1945_1956م):-

بدا واضحاً بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية انحسار المد الاستعماري أن بريطانيا لن تستطيع الاحتفاظ طويلاً بمصر و عجل من ذلك تصاعد النضال الطبقي و الوطني إبتداءً من 1946م بعد أن وضح تردد بريطانيا في الوفاء بوعدها بخصوص استقلال مصر ، وهنا كانت بريطانيا حريصه ألا يكون السودان ضمن صفقه الجلاء عن مصر ، و عندما أحست الحكومة المصرية أن مفاوضاتها مع بريطانيا حول مستقبل السودان قد وصلت إلى طريق مسدود و أعلن مصطفى النحاس  رئيس وزراء مصر في 18 اكتوبر 1951م إلغاء اتفاقية 1899م للحكم الثنائي ، و إتفاقية 1936م و غير الملك فاروق لقبه إلى ملك مصر و السودان ، و وافق البرلمان المصري على دستور موحد لمصر و السودان بدون استشارة السودانيين الأمر الذي فجر غضب عارم في السودان.

مصطفى النحاس

ردت الجمعية التشريعية السودانية بالموافقة على مشروع قرار الحكم الذاتي بعيداً عن مصر و بريطانيا. و في المرحلة الأخيرة للحركة الوطنية السودانية الحديثة المعروفة بالمرحلة الانتقالية التي بدأت بعد توقيع حكومتي بريطانيا و مصر على اتفاقيه الحكم الذاتي في فبراير 1953م حيث دخل السودان بها مرحلة. انتقالية استطاع السودانيين فيها التوافق على إجازة أول دستور انتقالي للبلاد و إجراء أول انتخابات برلمانية في نوفمبر عام 1953م و تأليف أول حكومة وطنية إنتقالية في 9 يناير 1954م بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل الأزهري.
وسودنه القوات المسلحة بتعين اول قائد سوداني للجيش في 14 اغسطس 1954م ، استكمال خروج القوات البريطانيه والمصريه من السودان بالاضافه إلى سودنة بقية أجهزة القوات النظامية الأخرى ، كما جرت سودنة الوظائف القيادية على كل مستويات أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية.

التوقيع على وثيقة الجلاء

و بإكمال هذه المهام خلال المرحلة الإنتقالية استوفت كل بنود اتفاقية الحكم الذاتي وجاء الإجماع في الجلسة التي عقدها البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1955م على إعلان الإستقلال داخل مقر البرلمان و تقرر أن يكون الأول من  يناير سنه 1956م هو يوم استقلال السودان عن بريطانيا و مصر ، فحررت رسائل إلى كل من بريطانيا و مصر و أرسلت الدولتان اعترافهما باستقلال السودان و أقيم رسمياً في صبيحه الأول من يناير 1956م احتفال بالقصر الجمهوري أنزل خلاله علم مصر و بريطانيا و رفع علم السودان إيذاناً بجلاء الحكم الأجنبي و بدء الحكم الوطني و تولي مجلس السيادة الأول مهامه بأعضائه :

  1. أحمد محمد يس
  2. أحمد محمد صالح
  3. الدرديري محمد عثمان
  4. عبدالفتاح المغربي
  5. سرسيو ايرو

إعلان الإستقلال من داخل البرلمان

الى جانب رئيس الوزراء اسماعيل الأزهري و بقية أعضاء حكومته في أول حكومه وطنية لدولة السودان المستقل.
هكذا استطاعت الحركة الوطنية بمراحلها المختلفة من تحقيق تقرير المصير للسودان و توحيد الشعور و الإنتماء الوطني و التراضي و التوافق الوطني لادارة الدولة تحت مظلة الوطن الواحد باسم جمهورية السودان.

الأزهري و المحجوب يرفعان علم الإستقلال

Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

Related posts

حرب المياه

تاريخ الـرق والعبودية فـي السـودان

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...