تاريخ الغناء السوداني (3)

الأشكال الغنائية في السودان

الدوبيت: من أقدم الفنون القولية في السودان و هو فن شعري قريب إلى بحر الرجز ، و ينتشر بصورة رئيسية في بادية البطانة و كردفان ، ينحدر شعرائها من قبائل الشكرية و البطاحين و الجعليين و الكبابيش و الكواهلة و المجانين ، و يتمتع الدوبيت بشعبية واسعة في السودان و له مؤلفين مشهورين.

المسدار: نوع من الشعر الشعبي المنتشر بين القبائل الرعوية في السودانة و خاصة منطقة البطانة ، و هو يحفظ لغة البادية و يؤرخ لزمان و مكان إنسانها ، وقد إنتشر مؤخرا كأداة من أدوات العمل السياسي و الاجتماعي ، و المسدار يعكس تصويرا لرحلة الشاعر عبر الزمان أو المكان ، و من أشهر شعراء المسدار الحاردلو و الشوراني و إبراهيم ود الفراش.

الجراري: و هو شعر غنائي مصحوب بالرقص، و اتخذ إسمه نسبة لقبيلة بني جرار في كردفان، و يؤدى الجراري في المناسبات و الأفراح و يتناول الغزل و وصف الجمال و الفخر و الفروسية ، و يسمى الجراري أحيانا بالـ (الهسيس) أو (الشقلاب) أو حسب اسم الرقصة التي تصاحبه.

البوشان: شكل شعري واسع الإنتشار في غرب السودان ، و يشغل الغزل فيه الحيز الأكبر ، و يعتمد البوشان على اللحن أكثر من الوزن و يمتاز بالأصالة و عدم التكلف فالشاعر يكتب بعفوية ما يحسه.

المشكار: موضوعاته تهتم بالمدح للأشخاص (الهجين) أو الخيول (الجرداق) أو لشرب الشاي (الشاهي) و ينتشر في غرب السودان بصفة خاصة.

الغناء الأفريقي: و يتميز بخصائصه الأفريقية لذا يبرز دور الرقص و الغناء الجماعي المرتبط بالعادات و التقاليد المحلية و إستخدام الالآت الموسيقية المحلية كـ(الطبول ، الربابة ، المزامير و آلآت النفخ) ، و ينتشر وسط القبائل الأفريقية في كل السودان.

الطنبور: يوجد شكلان غنائيان يحملان إسم الطمبور:

  • أولاً: غناء الطنبور القديم: و هو أداء إستعراضي عُرف بالـ (الجابودي) أو (هومبي) و يتمثل في الخطو بالأقدام خطوات إيقاعية منتظمة و منسجمة مع الإيقاع و الصوت ، و قد إستمرت حفلات الطنبور القديم حتى عام 1922 عقب إضراب الطنبارة الشهير.
  • ثانيا: الطمبور المعاصر: و هو غناء شعبي مصاحب مع آلة الطمبور (الربابة) المنتشرة في جميع أنحاء السودان و إتجاهاته ، و يتناول غناء الطمبور أغاني التراث بالتركيز على اللهجات المحلية و أغلب ألحانه خماسية و إيقاعاته ذات أوزان شعبية ، و قد إرتبط غناء الطمبور بصفة خاصة بالشايقية و النوبيين في شمال السودان.

الغناء الحديث: و قد ظهر مع بدايات العقد الثالث من القرن العشرين بعد التطور الحضاري و السياسي و المدني في السودان ، و يمكن تقسيم مشوار الأغنية السودانية الحديثة إلى مرحلتين:

  • أولا: حقيبة الفن (أغاني الحقيبة): و هو شكل غنائي متميز إتخذ موقعه في خارطة الغناء السوداني و ترجع جذوره إلى ما عرف بغناء الطنبور (الطنبارة) و الذي جاء إلى العاصمة من منطقة كبوشية في عام 1907 ، و قد سميَّ  بالحقيبة نسبة الى المذيع الأستاذ صلاح احمد محمد صالح مقدم برنامج حقيبة الفن ، و تعرف مرحلة الحقيبة بالمدرسة الأولى او المدرسة الأمدرمانية ، و كانت أغاني الحقيبة تتناول موضوعات العاطفة و الغزل و تعتمد بشكل أساسي على الشاعر الغنائي و غالبا هو الملحن نفسه مع وجود مغني يقود مجموعة الكورس (المذهبجية) ، و كان الإيقاع يعتمد على التصفيقو نقرات الكبريتة بيدي المطرب ، و قد يتم الاستعانة بآلة الرق و المثلث و الشخاليل ، أبرز شعراء الحقيبة محمد أحمد عوض الكريم (الحردلو) و يوسف حسب الله و خليل فرح و إبراهيم العبادي الذي وضع اللبنات الأولى لشعر الحقيبة و كان له دور كبير و أساسي في تاريخ الأغنية السودانية ، و من ابرز المغنيين الحاج محمد أحمد (سرور) و عبد الكريم عبد الله مختار (كرومة).

  • ثانيا: الغناء الحديث (المعاصر): و بدأ في العام 1941 بعد إدخال بعض الآلآت الموسيقية و إنتشار الأغنية عبر الأسطوانات و الراديو و الإعتماد على الفرق الموسيقية  المصغرة المكونة من آلة العود و الكمان و الألآت الإيقاعية (الرق و الدربكة) ، و قد كان السبق في تكوين أول فرقة موسيقية للفنان إبراهيم أحمد أبو جبل (الكاشف) ، و في هذه المرحلة برزت المؤلفات الموسيقية المصاحبة للغناء و تناولت الأغنية الحديثة المعاصرة موضوعات وطنية و سياسية و إجتماعية إلى جانب العاطفة و الغزل.
Copyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

Related posts

حرب المياه

تاريخ الـرق والعبودية فـي السـودان

إشكالية إدارة التنوع الثقافي في السودان

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...