الرئيسية تاريخ وسياحةتاريخ السودان تاريخ الغناء السوداني (3)

تاريخ الغناء السوداني (3)

بواسطة مجتبى محمود عمدة
589 مشاهدات

الأشكال الغنائية في السودان

الدوبيت: من أقدم الفنون القولية في السودان و هو فن شعري قريب إلى بحر الرجز ، و ينتشر بصورة رئيسية في بادية البطانة و كردفان ، ينحدر شعرائها من قبائل الشكرية و البطاحين و الجعليين و الكبابيش و الكواهلة و المجانين ، و يتمتع الدوبيت بشعبية واسعة في السودان و له مؤلفين مشهورين.

المسدار: نوع من الشعر الشعبي المنتشر بين القبائل الرعوية في السودانة و خاصة منطقة البطانة ، و هو يحفظ لغة البادية و يؤرخ لزمان و مكان إنسانها ، وقد إنتشر مؤخرا كأداة من أدوات العمل السياسي و الاجتماعي ، و المسدار يعكس تصويرا لرحلة الشاعر عبر الزمان أو المكان ، و من أشهر شعراء المسدار الحاردلو و الشوراني و إبراهيم ود الفراش.

الجراري: و هو شعر غنائي مصحوب بالرقص، و اتخذ إسمه نسبة لقبيلة بني جرار في كردفان، و يؤدى الجراري في المناسبات و الأفراح و يتناول الغزل و وصف الجمال و الفخر و الفروسية ، و يسمى الجراري أحيانا بالـ (الهسيس) أو (الشقلاب) أو حسب اسم الرقصة التي تصاحبه.

البوشان: شكل شعري واسع الإنتشار في غرب السودان ، و يشغل الغزل فيه الحيز الأكبر ، و يعتمد البوشان على اللحن أكثر من الوزن و يمتاز بالأصالة و عدم التكلف فالشاعر يكتب بعفوية ما يحسه.

المشكار: موضوعاته تهتم بالمدح للأشخاص (الهجين) أو الخيول (الجرداق) أو لشرب الشاي (الشاهي) و ينتشر في غرب السودان بصفة خاصة.

الغناء الأفريقي: و يتميز بخصائصه الأفريقية لذا يبرز دور الرقص و الغناء الجماعي المرتبط بالعادات و التقاليد المحلية و إستخدام الالآت الموسيقية المحلية كـ(الطبول ، الربابة ، المزامير و آلآت النفخ) ، و ينتشر وسط القبائل الأفريقية في كل السودان.

الطنبور: يوجد شكلان غنائيان يحملان إسم الطمبور:

  • أولاً: غناء الطنبور القديم: و هو أداء إستعراضي عُرف بالـ (الجابودي) أو (هومبي) و يتمثل في الخطو بالأقدام خطوات إيقاعية منتظمة و منسجمة مع الإيقاع و الصوت ، و قد إستمرت حفلات الطنبور القديم حتى عام 1922 عقب إضراب الطنبارة الشهير.
  • ثانيا: الطمبور المعاصر: و هو غناء شعبي مصاحب مع آلة الطمبور (الربابة) المنتشرة في جميع أنحاء السودان و إتجاهاته ، و يتناول غناء الطمبور أغاني التراث بالتركيز على اللهجات المحلية و أغلب ألحانه خماسية و إيقاعاته ذات أوزان شعبية ، و قد إرتبط غناء الطمبور بصفة خاصة بالشايقية و النوبيين في شمال السودان.

الغناء الحديث: و قد ظهر مع بدايات العقد الثالث من القرن العشرين بعد التطور الحضاري و السياسي و المدني في السودان ، و يمكن تقسيم مشوار الأغنية السودانية الحديثة إلى مرحلتين:

  • أولا: حقيبة الفن (أغاني الحقيبة): و هو شكل غنائي متميز إتخذ موقعه في خارطة الغناء السوداني و ترجع جذوره إلى ما عرف بغناء الطنبور (الطنبارة) و الذي جاء إلى العاصمة من منطقة كبوشية في عام 1907 ، و قد سميَّ  بالحقيبة نسبة الى المذيع الأستاذ صلاح احمد محمد صالح مقدم برنامج حقيبة الفن ، و تعرف مرحلة الحقيبة بالمدرسة الأولى او المدرسة الأمدرمانية ، و كانت أغاني الحقيبة تتناول موضوعات العاطفة و الغزل و تعتمد بشكل أساسي على الشاعر الغنائي و غالبا هو الملحن نفسه مع وجود مغني يقود مجموعة الكورس (المذهبجية) ، و كان الإيقاع يعتمد على التصفيقو نقرات الكبريتة بيدي المطرب ، و قد يتم الاستعانة بآلة الرق و المثلث و الشخاليل ، أبرز شعراء الحقيبة محمد أحمد عوض الكريم (الحردلو) و يوسف حسب الله و خليل فرح و إبراهيم العبادي الذي وضع اللبنات الأولى لشعر الحقيبة و كان له دور كبير و أساسي في تاريخ الأغنية السودانية ، و من ابرز المغنيين الحاج محمد أحمد (سرور) و عبد الكريم عبد الله مختار (كرومة).

  • ثانيا: الغناء الحديث (المعاصر): و بدأ في العام 1941 بعد إدخال بعض الآلآت الموسيقية و إنتشار الأغنية عبر الأسطوانات و الراديو و الإعتماد على الفرق الموسيقية  المصغرة المكونة من آلة العود و الكمان و الألآت الإيقاعية (الرق و الدربكة) ، و قد كان السبق في تكوين أول فرقة موسيقية للفنان إبراهيم أحمد أبو جبل (الكاشف) ، و في هذه المرحلة برزت المؤلفات الموسيقية المصاحبة للغناء و تناولت الأغنية الحديثة المعاصرة موضوعات وطنية و سياسية و إجتماعية إلى جانب العاطفة و الغزل.
Digiprove sealCopyright secured by Digiprove © 2021 Ashraf Eltom

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00