بعض المحاربين للكتابات التي تتجلى فيها العاطفة أريد أن أقول لكم: لا تتجردوا… لأن قراركم بالمحاربة متأصل بعاطفة.
أصدقائي قراء (قلم ناعم) إهتماماً مني بمحادثتكم من أقرب مساحة لكم يجعلني حريصة على مراقبة أذواقكم.
نصحني عدد من الأصدقاء أن أتجه للكتابة عن بعض تجاربي الشخصية، التي قد تظهر بعض الزوايا المتشابهة في حيواتنا، مما يتيح فرصة المشاركة و تبادل التجارب، ويعين أحياناً لإتخاذ قرار أو ربما مواساة في حين آخر، وغيرهم فضلوا الكتابات العلمية والمنطقية، وآخرين مهتمين بأُطروحات القصص وهكذا…أعدكم جميعاً بتلبية مطالبكم بين الحين والآخر عَلّ قلمي يساهم في مداوة قلب أو تنوير عقل.
أكتب مقالي هذا وأنا أكفكف دمعاتي بعد محادثة أحد الأصدقاء، روى لي قصة إلتقاءه بمحبوبته بعد عام من الغياب، إستقبلها فور وصولها من إحدى الدول بعد أن انتهت علاقتهم بطريقة غير مُبرره قبلها بزمن طويل.
كنت سعيدة لسماعي استعداداته قبل وصولها، وشغفه الشديد بلحظة لقاءها، بل وتهيئة نفسه لأي رد فعل، فبحسب قوله: (هو لا يعلم ما ان كان وجوده مرغوب به أم لا).
برغم كل الاستعدادات حدثت المفاجأة؛ فرد الفعل المتوقع لم يشبه مرارة الشعور برد الفعل الواقعي. قوبل هذا الاستقبال بالصد والرفض والرد الجاف.
الشاهد في كل الموقف أن هذه النتائج تأتي تبعاً للتباين الشديد أو عدم التوافق في المبادئ و الأفكار التي أسست هذه العلاقة، فالعلاقات تُبنى على العطاء المتبادل والتفاهم الذي يؤدي بدوره إلى الثقة والاستمرار في بناء هذه العلاقة.
وعلى النقيض فإن لم تتوفر الصفات أعلاه ستكون العلاقة متأرجحة يتخللها الشعور بالأنانية والإرهاق العاطفي.
إلى أصحاب مثل هذه التجارب المختلفة في التفاصيل المتقاربة في الشعور، إن الفشل في العلاقات العاطفية أو العلاقات بشكل عام، هو هدية حياة لم تغلف بشكل مُرضِي.
لكن إحتوت على قِيم وموجهات وحصاد مثمر، فأنت تخرج من هذه العلاقة وقد تعلمت منها وأضافت لك أكثر مما خصمت.
هذه الإضافات الغير مُخطط لها؛ وفي الغالب غير مُستَعد لها، قد تكون من أهم مؤسسات شخصيتك الجوهرية، إذا أتقنت التعامل معها وقررت الإستفادة منها عوضاً عن الندب واللطم.
برأي لا يحق لشخص أن يستغل عاطفتك، ولا يحق لشخص أن يعكر صفو مزاجك، ولا يحق لشخص أن يفطر قلبك. وإن حدث… تأكد أنت من سمحت بذلك فلا تلم إلا نفسك.