ويعرف أيضاً بالقيء الشبيه بالقهوة المطحونة (Coffee ground vomiting)، وهو أحد أنواع القيء الذي يدل مظهره على وجود دم قديم.
دعونا نتعرف عليه أكثر من خلال قراءة هذا المقال :
يتكون القيء الأسود عندما تحدث مشاكل صحية في الجهاز الهضمي العلوي مثل: النزيف المعوي والذي يتسبب بتراكم كميات كبيرة من الدم لعدة ساعات في الجهاز الهضمي مؤدياً بذلك خروج الدم مع القيء وتسمى هذه الحالة (Haematemesis).
قد يظهر قيء الدم بعدة أنماط وألوان ويحدد الوقت الذي يبقى فيه الدم في الجهاز الهضمي اعتماداً على درجة لونه في القيء ويعني ذلك كلما طالت الفترة الزمنية لتراكم الدم في الجهاز الهضمي كلما صار لونه أشد غمقاً.
بشكل عام قد تتراوح ألوان القيء الناتجة عن تراكم الدم القديم من الأحمر الداكن إلى البني الشبيه بالقهوة المطحونة أو اللون الأسود.
ويرجع السبب وراء تغير لون قيء الدم إلى حدوث تفاعلات كيميائية بين حمض المعدة وهيموجلوبين الدم والتي تتسبب بتحويل الهيموجلوبين ذو اللون الأحمر إلى مركب أخر يدعى الهيماتين (Hematin) والذي يصبح ذو لون بني، وأحياناً قد يظهر قيء الدم باللون الأحمر الفاتح وهذا يدل على وجود دم جديد في الجهاز الهضمي.
أسباب القيء الأسود :
لا يعد القيء الأسود مشكلة صحية بحد ذاتها وإنما قد يكون علامة تشير إلى وجود مشكلات خطيرة في الجهاز الهضمي والتي تتطلب العناية الطبية العاجلة.
من أهم مسببات القيء الأسود هو نزيف الجهاز الهضمي العلوي والذي قد يحدث نتيجة مجموعة واسعة من الأسباب في ما يأتي نذكر بعض منها:
– النزيف الناجم عن تمزق دوالي المعدة أو المريء.
– تمزق أنسجة المريء نتيجة محاولات التقيؤ الكثيرة والمستمرة.
– تمزق مالوري ويس (Mallory-Weiss tear) هو تمزق في الغشاء المخاطي للمريء.
– بلع الدم الناجم عن نزيف الأنف أو السعال الشديد.
– تقرح وتهيج جدار المعدة الناجم عن التهاب المعدة الحاد.
قرحة المعدة.
– التهاب المريء أو التهاب الأثني عشر أو التهاب البنكرياس.
– تآكل البطانة الداخلية للمعدة.
– عيوب في الأوعية الدموية المعوية مثل: أفة ديولافوا (Dieulafoy’s lesion).
– مضاعفات تليف الكبد.
– نزف الدم الوراثي من النوع ب المعروف بالناعور.
– الأورام الحميدة في المريء أو المعدة.
– سرطان المريء أو سرطان المعدة أو سرطان البنكرياس.
– الإصابة بعدوى الإيبولا.
– استخدام بعض الأدوية المعينة بكثرة، مثل: الأسبرين (Aspirin) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
– ارتفاع ضغط الدم البابي الكبدي.
يمكن تحديد وتشخيص العوامل المسببة للقيء الأسود عن طريق ما يأتي:
– الفحص البدني للمريض
– أخذ المعلومات المتعلقة بالأعراض الأخرى المرافقة للقيء.
– سؤال المريض عن وجود مشكلات صحية أخرى واستخدام بعض الأدوية المعينة.
– إجراء بعض الفحوصات المخبرية والتشخيصية لتحديد أسباب النزيف بدقة وقد تشمل هذه الإجراءات واحدة أو أكثر مما يأتي:
– فحص تعداد الدم.
– فحص كيمياء الدم يتم من خلاله فحص مستويات المركبات الموجودة في الدم.
– فحص وظائف الكبد.
– إختبار الدم الخفي في القيء (Gastric occult blood test).
– إختبار الدم الخفي في البراز (Fecal occult blood test).
– تصوير الجهاز الهضمي بإستخدام صبغة الباريوم.
التنظير العلوي أو السفلي للجهاز الهضمي.
– إجراء خزعة لأحد أنسجة الجهاز الهضمي وعادةً يتم أخذ العينة أثناء إجراء تنظير الجهاز الهضمي.
علاج القيء الأسود :
يشتمل علاج القيء الأسود على خطتين أساسيتين والتي تشمل ما يأتي :
1. إنقاذ حياة المريض
بعد وصول المريض إلى المستشفى حيث يقوم الكادر الطبي بمحاولات علاجية لتعويض ما تم فقدانه من الدم مع القيء وتشمل هذه الإجراءات ما يأتي:
– معالجة انخفاض ضغط الدم
– إعطاء الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة
– إعطاء السوائل الوريدية
– معالجة المشكلات التنفسية.
إجراء عملية نقل الدم.
2. علاج متخصص حيث يعتمد علاج القيء الأسود بشكلٍ دقيق على العامل الأساسي المُسبب للمشكلة وبعد تحديد الأسباب المحتملة سيقرر الطبيب العلاج المناسب لكل حالة.
في الأتي بيان بعض أساليب العلاج المتوفرة لعلاج القيء الأسود وفقاً للمشكلات المرضية الأكثر شيوعاً المسببة له:
– علاج التهاب المعدة و قرحة المعدة حيث يمكن علاج قرحة المعدة والتهاب المعدة بالعلاجات الاتية:
الأدوية الخافضة لحموضة المعدة مثل: مضادات الحموضة وحاصرات مستقبلات الهستامين.
الأدوية التي تحمي بطانة المعدة مثل: مثبطات مضخة البروتون (Proton pump inhibitors).
المضادات الحيوية للقضاء على البكتريا المسببة لقرحة المعدة المعروفة بالملوية البوابية (Helicobacter pylori).
– تدخل جراحي.
– علاج النزيف الناجم عن دوالي المعدة أو المريء أو تشمع الكبد
يمكن السيطرة على النزف الناتج من تشمع الكبد أو تمزق دوالي المعدة أو المريء بالطرق الأتية:
– استعمال بعض الأدوية الخافضة لضغط الدم، مثل: حاصرات بيتا (Beta blocker).
– إجراء عملية نقل الدم للمريض لتعويض ما تم فقدانه من الدم.
إعطاء المضادات الحيوية الوريدية لتقليل من خطر الإصابة بالعدوى.
– القيام بإحدى التقنيات المتاحة لعلاج الأوردة النازفة مثل: ربط الدوالي أو حقن الدوالي بالأدوية المخثرة للدم.
– علاج سرطان الجهاز الهضمي العلوي.
يعتمد علاج سرطان الجهاز الهضمي العلوي على العديد من المقومات والتي تشمل نوع السرطان ومراحل تقدمه وعوامل متعلقة بالحالة الصحية للمريض ومع ذلك تتلخص سبل علاج سرطان الجهاز الهضمي العلوي بالاتي:
– العلاج الكيميائي
– العلاج الإشعاعي
– العلاج المناعي
– الاستئصال الجراحي.
1 تعليق