ولد الفنان السني أحمد محمد الضوي بمدينة نُوُري بالولاية الشمالية في العام 1936م. وبدأ دراسته بخلوة الشيخ الحسن كرار بنوري.
سافر في بواكير صباه إلى مدينة بورتسودان و استقر مع شقيقه الأكبر محمود السني المقيم بتلك المدينة ،و التحق بمدارس كمبوني وشد الرحال مرة أخرى إلى مدينة الخرطوم و أكمل دراسته بمدارس الأقباط وتخرج من المعهد الفنيو. تم تعيينه موظفا في (شركة النور) سابقا(الهيئة القومية للكهرباء) حالياً حتى انتهاء خدمته و إحالته للمعاش.
بدأ السني الضوي مسيرته الفنية أوائل الستينيات بعد أن تعلم عزف العود، وكان يتغنى بأغنيات الراحل التاج مصطفى وبدايته مع التلحين كانت من خلال أشعار زميله في العمل الشاعر محجوب سراج، و أول تعاون له كملحن كان مع الفنان الراحل إبراهيم عوض في أغنيات مين قساك، وليه بتسأل، قاصدني و ما مخليني.
لعبت الصدفة والقدر الإلهي دوراً كبيراً في أن يلتقي ثنائي العاصمة ( السني الضوي والراحل إبراهيم أبودية) حيث ذهب الفنان المبتدئ حينها إبراهيم ابودية إلى الملحن السني الضوي من أجل إعطائه ألحان لعدد من الأغنيات الخاصة به ليشق طريقه الفني بها، وفي تلك الجلسة الفنية والتي كان حضورها الفنانة الراحلة منى الخير، واللواء الشاعر جعفر فضل المولى، قام السني الضوي بغناء إحدى أغنيات الفنان الذري إبراهيم عوض وشاركه الغناء إبراهيم أبودية؛ واكتشف اللواء جعفر فضل المولى أن هنالك تشابه وتجانس متناغم بين صوتيهما و اقترح عليهما أن يغني الاثنان معا كثنائي؛ وعلى أثر ذلك وافق الإثنان و انضم لهما الفنان محمد الحويج، و أثمرت تلك الفترة عن عدد من الأغنيات مثل كلمة منك حلوة وحيرت قلبي معاك وفريد الحسن، وبعد ذلك بفترة بسيطة شاءت الأقدار أن يتوفى الفنان محمد الحويج. و توقف السني الضوي وأبودية عن الغناء لفترة، وظن الجميع وخاصة أهل الفن بأن الثلاثي قد انتهت مسيرتهم الفنية برحيل محمد الحويج. ولكن استطاع الفنان الراحل عثمان حسين والملحن حسن بابكر و وزير التربية والتعليم الأسبق محمد توم التجاني من إعادتهما للغناء مرة أخرى.
وظف السني الضوي كل إمكانياته وقدراته الموسيقية من أجل الإستمرارية والنجاح في طريق الفن واستطاع الثنائي تثبيت أقدامهما في الساحة الفنية وذلك لتوافر عنصر العزيمة والإصرار والإنسجام وحسن اختيارهما للكلمة الجيدة المنتقاة ورغبتهما في أن يقدما فنا ًمحترماً للناس، وأثمرت تلك التجربة المتماسكة عن العديد من الأغنيات الخالدة في مكتبة الغناء السوداني ليكونا أشهر ثنائي في تاريخ الغناء السـوداني الحديث واكثرها جماهيرية وأطولها عمراً . من أشهر ما تغنى به ثنائي العاصمة من ألحان ظلت محفورة في كل وجدان الشعب السوداني،ناس قراب منك، لم ترجع بالسلامة، دنيا الريد غريبة، والله وحدو بينا، معايا معايا، ما قالو عليك حنين، والكثير من الأغنيات الخالدة في قلوب عاشقي الطرب الأصيل.
توقف الفنان السني الضوي عن الغناء بعد وفاة رفيق دربه إبراهيم أبودية، ولكنه واصل في تقديم مجموعة من الألحان للفنانين الشباب إيماناً منه بتواصل الأجيال، علي سبيل المثال الفنان فيصل الصحافة والفنان أحمد الطيب.
رحل السني الضوي عن ثمانين عاماً صبيحة الأربعاء الموافق 15 أغسطس 2018 بمدينة الخرطوم بحري، وبهذا يُسدل الستار على مسيرة فنية طويلة، ذاخرة بالإبداع استمرت لما يقارب الست وخمسين عاماً، قضاها “الضوي” ما بين الغناء الجماعي، والتلحين.