الجفاف العاطفي في الأسر

 

بقلم سبا حسين

الإحتواء الأسري يعد من أهم أسباب السعادة والراحة والنفسية ولكن عندما يكون بالطريقة الصحيحة وليس الإحتواء الإمتلاك وكبت الحريات الفردية والتدخل في الخصوصيات، إنما يكون إحتواء عاطفي يصحبه إهتمام و توجيه إعتيادي ليس توجيه مفرط يلغي شخصية الفرد.
ونجد أن معظم الأسر خاصة السودانية تواجه شح في التعبير عن المشاعر العاطفية ويمكن أن يكون ذلك لطبيعة البيئة أو التنشأة والتربية داخل المنزل حيث تبدأ قلة إبراز الجانب العاطفي بين الآباء والأمهات ويفضلون الإبتعاد وعدم القدرة على التعبير العاطفي، كما نجد أن الصمت الطويل وعدم الحديث ومشاركة الآراء والتشاورات وترك مسافات والسلكوكيات والإنتقادات الغير مبررة بين أفراد الأسرة أحد أهم أسباب الجفاف العاطفي ،فإنها قد تترك فجوة كبيرة داخل الأسرة.
الأم والأب لهما الدور الأكبر في إقامة جو عائلي لطيف بين أبناءهم من خلال إحاطتهم بالحب، وهو مما لاشك فيه أن الحب الفطري موجود ولكن صعوبة التعبير عنه وممارسته بشكل طبيعي لتنمية قدرات الأطفال والمحافظة على الأسرة هي التي يجب الإنتباه إليها.
كذلك العلاقة بين الزوجين عندما يكون أساسها ورباطها قوي بالحب تكون الأسرة أكثر إستقرارا عاطفيا كما يبدو لنا أن الجفاف العاطفي يختلف من الرجل إلى المرأة وأيضا في جميع الأعمار والمستويات وفي كل نواحي الحياة الإجتماعية، فكلما أصبح الشخص أكثر إجتماعية ولطيفا أصبح سهل عليه التعبير عن مشاعره دون كبتها الذي بسببه يحدث الجفاف في شخصية الفرد.
لذلك التعبير عن المشاعر العاطفية أو الإنفعالات الإيجابية بعكس المشاعر السلبية التي تختلف بإختلاف الشخصيات في وقتها مهم جدا ويعطي الشخص طاقة إيجابية وتحفيز دون الشعور بالوحدة وممارسة إجتماعياته بشكل طبيعي .
فإذا ما تحدثنا عن الجفاف العاطفي وعلى وجه الخصوص في العلاقات الزوجية نجده من أكثر المصطلحات شيوعا عن الزواج وتفاصيله لذلك ، والعلاقات الزوجية يتخللها الملل فهي ليست كما في الروايات شأنها شأن كل العلاقات الإنسانية ولكن يجب التوازن فيها وعدم ترك الملل يسيطر عليها وإنما يجب خلق مفاجآت بين الطريفين وتغيير في أسلوب الحياة في عدة فترات حتى تستمر العلاقة الزوجية و تاتي للمجتمع بأبناء معافيين نفسيا .
وفي الختام الجفاف العاطفي له أسباب وحلول علينا البحث عنها والتعرف عليها بشكل أكبر حتى يستطيع الأفراد معالجته والعمل على التخلص منه والتنازل عن الكبرياء الذي قد يضيع الكثير من المتعة بالحياة.

Related posts

فريق السودان ينافس في النسخة الثالثة من مسابقة First Global Challenge

Eye Tribe أوكيولوس

ثقافة الاعتذار

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقرا المزيد...