فدوى أحمد عبدالرحمن
إسأل عربياً أو أجنبياً لم يقم بزيارة السودان من قبل عن بلدٍ اسمه السودان واستمع إلى إجابته بكل حواسك ركز مع كلماته ونبرات صوته؛ تعابير وجهه ونظراته أعطه دقيقة من الإنصات وستجده قد اعتلى منصة في خيالة تشعره بأنه الشخص المناسب للحديث عن هذا البلد وسيستمر في وصف الصورة الذهنية النمطية التي تشكلت في ذاكرته طوال حياته.
عزيزي القارئ كنت سأحكي لك قليلاً مما يقولون، لكن أُفضل أن تجرب ذلك بنفسك.
بالتأكيد إذا كنت تعرف السودان جيداً لن تستطيع إعطاءه فرصة أطول بل ستقاطعه وتبدأ في وصف السودان من منظور آخر، منظور مليء بالفخر كونك سوداني، مليء بالحُب كونك وَطَنِيٌ، مليء بجمال التفاصيل التي عشتها أو شاهدتها وستلاحظ حينها الدهشة في عيون مُحدثك.
من الصعب أن نجعل العالم يتخيل السودان في صورة ذهنية أفضل، لكن ليس مستحيلاً!
حين بدأت فكرة إنشاء مجلة السودان الإلكترونية في حديث لي مع أحد الأصدقاء لم يَغِب إيماني بحاجتنا لعكس جوانبنا الإيجابية وإيصالها للعالم في قوالب مميزة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات والاهتمامات، ومع ذلك كدت استصعب تنفيذ هذه الرؤية فبناء مشروع كهذا يتطلب وجود أشخاص يتشاركون الهدف ويعملون بشغف لعكس صورة رائعة لبلادهم أولاً، وأيضاً يجب أن يقدموا محتوى جاذب يجبر الأعناق للالتفات إليهم ورؤية السودان بشكل مختلف.
في الحقيقة كانت تنتظرني سلسلة من المفاجآت أولها: أنه لم تمض بضعة أيام من طرح الفكرة وقد تشكل فريق من الشباب المبدعين السودانيين المتطوعين في مختلف مجالاتهم وهم في أتم الاستعداد لخوض هذه التجربة أو بالأصح لبناء هذا المشروع الثقافي الشامل، والحمد لله أن الغلبة في بلادنا للعقلاء.
أيضاً: أن جميع المشاركين مصادفةً التقوا في مبدأ واحد وهو العمل من أجل بلادهم فحسب؛ فقد تكرر السؤال عما إذا كانت المجلة موجهة أو ممولة؟ وكونها مجلة ثقافية مستقلة كان رداً شافياً يؤكد صفاء ووحدة الهدف.
في هذه المجلة سترى الماضي بفخر والمستقبل بأمل وتعيش الحاضر بكل ما فيه من تميز وشغف لنتقدم للمستقبل بثقة العظماء وحماس الناجحين.
سنسلط الضُوءَ على جوانبنا الإيجابية؛ لدينا موروث تاريخي جاذب؛ لدينا ثروة سياحية وشخصيات مبدعة ومُفكرة على مر الزمن لا يعلم الكثيرون عنها، ماذا لو اجتمعت هذه المعلومات على صفحات المجلة لتيسر وصول الباحثين فيما يخص السودان والسودانيين لمعلومات أكثر صحة عوضاً عن المواقع المضللة للسيرة السودانية؛ وكما يقول المثل الشعبي (سمح الكلام من خشم سيدو).
لنكون واقعيين لن نغض الطرف عن بعض المشكلات التي تواجه بلادنا؛ لكن سنطرح المشكلات بهدف إيجاد الحلول، ليس لإثارة الجدل. ولكسر الجمود العلمي والمعرفي والاجتماعي خصصنا مساحات متنوعة تجمع عدد كبير من الاهتمامات المختلفة لتناسب جميع الأذواق، غير النافذة الترفيهيه التي ستجعلنا على تواصل مستمر مع القارئ من خلال صديقة القراء (خالتو محاسن) التي ستستمر في إيجاد الإجابات المنطقية وغير المنطقية لأسئلة ضيوف المجلة، وعدد من المسابقات التفاعلية التي سنحدثكم عنها لاحقاً.
ومن المفاجآت أيضاَ: أنك ستجد في هذه المجلة مجموعة استثنائية من المحررين هم ليسوا بصحفيين أو إعلاميين! بل هم مجموعة من الشباب والشابات الشغوفين بمجالاتهم والذين أثبتوا لأنفسهم أنهم قادرون على التحرير في مجالاتهم ومشاركة الفائدة مع القراء، سيأتي منتقد ليقول (من قلة الصحفيين يعني؟) وسأجيب عليه لماذا نضيق الخناق وتُقتَصرُ مهنة الصحافة أو فن الكتابة على الصحفيين؟! تصفح مشاركاتهم وإبداعاتهم وستلاحظ إخلاصهم وتميزهم وستصفق لهم بحرارة.
لدي الكثير لأخبرك عنه في هذه المجلة… لكن أترك لك المجال عزيزي القارئ لتكتشف تفاصيل أكثر وأتمنى لك جولة ممتعة ومفيدة في جميع نوافذ المجلة.
21 تعليقات