” يمكنك أن تعتبر أخبارنا امرأة تصرخ، تركض في الشارع، منحورة العنق”
مديرة محطة الأخبار ( نينا) في فلم Nightcrawler
نشر سبونج بوب على جريدة سلطع الجديدة التي تم تعينه مراسلاً فيها عنوان عريض يقول (رجلاً يراقب العمود) و الصورة المرفقة مع المقال صورة رجل يراقب العمود بالفعل.
و لكن لم تكن المبيعات مرضيه لسلطع لأنه لم تُباع حتى نسخة واحدة ..لذلك دعى مدير الجريدة ( سلطع) موظفه سبونج بوب و قدم إليه نصائحه فمثلاً أخبره :
بدلاً من القول أن رجلاً يراقب العمود عدل عليه و أكتب أن رجل تزوج العمود وقم بالتغيير علي الصورة قليلاً ليبدو كأنه يمسك بيده العمود و أجعل العمود مزيناً قليلاً ليبدو كعروس و ..ها هو زوج و زوجة يُزفان ..
بسبب هذه التعديلات الصغيرة أرتفعت نسبة المبيعات بدرجة كبيرة لأن الجميع غلبه فضوله لمعرفة سر هذا الرجل الذي تزوج العمود.
و هكذا أصبح سبونج بوب يلتقط صوراً عادية جداً و يقوم سلطع بالتعديل عليها مع وضع عنوان لافت مثير للفضول و هذا جعل الجميع يحاول الحصول على نسخته من الصحيفة.
خبر صغير يدمر سمعة مدرسه و أخر يدمر سمعة شخص و محال تجارية تم إغلاقها، أفسد سلطع حياة الجميع و أشتهرت صحيفته و جمع أموالاً كثيرة بهذا العمل، كل ما عليه كان وضع العنوان البارز المثير للفضول و قصص لا تفيد أي شخص.
يمكننا رؤية سلطع يمتلك سلاحاً قوياً و هو لا يدري شيئاً عنه سوى أنه يدر عليه المال بغزارة و لا يرى قذارته، بضع كلمات و صورة عنك تجعلك تسقط أو ترتفع و لكن لن تكون بعدها كما كنت.
في فيلم night crawler الذي يؤدي دور بطولته ( جيك جيلنهال ) في دور الصحفي ( بلوم) الذي يشبه سبونج بوب في وظيفته هذه يلتقط صوراً و يبيعها للصحيفه لقاء المال ، يقول عن الكاميرا : “If it bleeds, it leads”
أي أن الصور كلما كانت أكثر دموية كلما كان عائدها أكبر.
العملين يوضحان لنا ذلك الجانب القذر من الإعلام عندما يتجرد من الأخلاق و المبادئ، و كيف أنه يستطيع أن يسيطر علينا و يحدد لنا ما نستطيع رؤيته من القصة و يحدد لنا الزاوية التي يريدنا أن نراه من خلالها فقط بالإضافة لطمسه للحقائق، و كل هذا من أجل مصالح مادية و شخصية للوصول إليها يمكنه تدمير دولة كاملة و لا يعبأ بالنتائج المترتبة على ذلك.