اسمها مغموس بروح الأساطير، قرية مليئة بالأسرار وقصص الجن وأكلة لحوم البشر ، إنها قرية ناوا تقع في شمال السودان على الضفة الشرقية لنهر النيل. وهي في الأصل (ني وي) وهي كلمة نوبية تعني الراحة والهدوء، تسكن قرية ناوا قبيلة الدناقلة إضافة إلى المجموعات السكانية اﻷخرى مثل البديرية والكبابيش وغيرهم، حيث يمارس سكان المنطقة النشاط الزراعي مثل زراعة الفول المصري والقمح والخضروات إضافة إلى التمر ،والتمر موجود في المنطقة بشكل دائم طوال العام. انتشرت في قرية ناوا أسطورة عن السحر والسحارين وأن السحارين يتحولون إلى حيوانات بأذيُل وأنياب ويخرجون ليلاً ليأكلون لحوم البشر.
والبعض يقول:
أن السحرة الذين استعان بهم فرعون لمواجهة سيدنا موسى كانوا من تلك المنطقة .
وهناك من يقول أن الجزيرة أغلبها مسكونة، والبعض يسميها مدينة الأشباح والسحرة. قصص ورويات كثيرة في قرية ناوا أغلبها خرافات لكن الجيران آمنوا بها، مثل قصة النار.. كان سكان ناوا يقومون بإضرام النار في طرف البحر ويخيل للناظر من بعيد أن النار في وسط البحر وعندما يسأل الناس عن سر النار داخل البحر يقولون أنه الجن أو السحار والسبب في ذلك حتى ﻻيأتى النازحين ويضايقونهم في أراضيهم، لأن النازحين كانو يستقرون في أي منطقة بالقرب من البحر. إضافة إلى البنية الجسمانية لسكان ناوا فقد امتازو بأشكالهم الضخمة وشعرهم الكثيف ولبسهم، فكل ذلك ساعدهم في تخويف الناس.. فقد كانوا يمسحون الرماد ويخرجون في المساء لتخويف الضيوف والنازحين حتى صار الناس يبتعدون عنهم، وﻻيخالطونهم ويمنعون أطفالهم من مصداقتهم حتى في المواصلات عندما يذكر شخص أنه من ناوا كانوا يتركون له المكان . وإذا ذهب شخص من ناوا إلى مكان كانوا يقدمون له اللبن إذا شربه يطمئنون له وإذا رفض يقولون إنه سحار. وأيضا قصة الصينية التي يضعونها في البحر مليئة بالطعام وبعد فترة تاتي فارغة، وقصة الصياد وقصة الرجل الذي حاول التمساح أن يلتهمه واستطاع أن يفلت منها وذكر أن والده في المنزل كان يردد كلمة بالنوبية تعني اتركه وشأنه وتركه التمساح وقالوا أن والده سحار. ولكن نجد أن جميع المنحوتات ربطت اسم السودان بكوش وأن أكثر مايخشاه فراعنة مصر هو سحرة ناوا. ، وأرض ناوا تعنى أرض السحرة أي الذين يمارسون السحر وليس السحارين آكلي لحوم البشر وهذا مايرجح حقيقة الأسطورة التي تقول أن السحرة الذين استعان بهم فرعون لمواجهة سيدنا موسي كانوا من منطقة ناوا.
كل اﻷقاويل والقصص والرويات ماهي إلا أسطورة صنعتها الظروف وأطلقها سكان ناوا قبل مئات السنين من أجل الحفاظ على أراضيهم ولمنع اﻻطفال من ارتياد بساتين المانجو قبل الحصاد أو دخول النيل، أيضا تسرد القصص للأطفال لإبراز طابع الشجاعة والبطوﻻت على أجناس المنطقة.