211. الوعي بنظافة المياه وتخزينها بأمان
2. التعاون في تنظيف الأماكن المشتركة
3. التوعية بالوقاية من الأمراض
4. المبادرات الذاتية لجمع الموارد
5. التواصل مع المنظمات والإبلاغ عن الاحتياجات
6. تشجيع التعليم والابتكار المحلي
مقــــــدمة
في قلب السودان، حيث كان ينبغي أن تثمر الأرض خضرةً وازدهارًا، نجد أن الأوبئة والأمراض قد انتشرت في أرجاء البلاد كأنها تحمل رسالة حزنٍ وغضبٍ في طياتها. هي أمراض كان بالإمكان تجنبها، ومعاناة لا داعي لها، لولا ما ارتكب من إهمال في بناء البنية التحتية وما استمر من تجاهل لحاجة الناس لمياه نظيفة وشبكات صرف صحي سليمة.
فقد تكالبت علينا الحرب لتزيد من تعقيد الأمور، لكنّها ليست وحدها المسؤولة عن هذا الانهيار الصحي؛ بل المسؤولية تقع على كاهل كل من أهمل، وترك هذه المرافق تتآكل وتتهالك أمام أعيننا.
في زمن الحرب، تزيد التحديات، وتُحكم حلقاتها، فتجد أن الماء الذي هو أساس الحياة قد أصبح مصدرًا للألم والمرض. الكوليرا تفتك بالضعفاء، وحمى الضنك تستغل ضعف البنية التحتية الصحية، والملاريا تنتشر كالظل الدائم في أماكن لا تصلها الرعاية الكافية. وأين نحن من كل هذا؟ أليس من واجبنا أن ننتفض ونطالب بحقوقنا؟ ألا ننهض ونعمل جميعًا على إصلاح ما أفسده الإهمال؟
إن إصلاح البنية التحتية اليوم ليس رفاهيةً، بل هو واجبٌ وطنيٌّ وإصرارٌ على الحياة. نحن بحاجة إلى توجيه الجهود نحو بناء نظامٍ صحيٍّ متينٍ قادرٍ على مواجهة الأزمات.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=
صورة مكتوبة
في مشهدٍ مليء بالمآسي، لم تبدأ القصة بانهيار خزان أربعات، الذي كان يعدّ شريان الحياة في مناطق شرق السودان. ولكن انهياره كان احدى حلقاتها .لم يكن الانهيار مجرد خللٍ هندسيّ؛ بل كان جرس إنذار على فشلٍ طويل الأمد في إدارة الموارد وتطوير البنية التحتية. تحولت المياه التي كانت تُمدّ المنازل والشوارع بالنقاء إلى تياراتٍ من المياه الملوثة، تختلط برواسبٍ وأوساخٍ جرفتها الأيام. ومع تلوث مصادر المياه الأساسية، لم يعد أمام الأهالي إلا اللجوء إلى تخزين المياه بطرقٍ عشوائية، بعيداً عن أي حمايةٍ أو تعقيم، في أوعيةٍ مكشوفة تفتقر إلى أدنى معايير السلامة.
مع تدهور الوضع، بدأ الناس يعيشون على المياه الملوثة، واستمر تكدسهم في مناطق النزوح هربًا من ويلات الحرب. لم تكن مخيمات النازحين مجهزة بمرافق صحية مناسبة، ونتيجة لذلك، أصبحت هذه التجمعات بيئةً خصبةً لانتشار الأمراض. الكوليرا بدأت تفتك بأجساد ضعيفةٍ لم تجد حمايةً من أبسط أساسيات الحياة؛ حمى الضنك تتسلل عبر البعوض الذي وجد في البرك الراكدة والمياه الملوثة مكانًا للانتشار؛ أما الملاريا، فهي الأخرى توغلت في المناطق النائية حيث الرعاية الصحية غير كافية والأدوية نادرة.
وسط هذه الفوضى، بقي الإهمال سيد الموقف. الجهات المعنية كانت غائبة، وغاب معها الدعم والصيانة، فزاد الضغط على مرافق صحية متهالكة. أصبح كل يومٍ يمرّ بمثابة معركةٍ جديدةٍ يخوضها الناس ضد أمراضٍ من صنع الإهمال، وانتشرت بينهم كأنها نذيرٌ من الماضي المتراكم، يذكّرهم بأن غياب التخطيط وسوء الإدارة قد ينهش في أرواحهم قبل أجسادهم.
-==–=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=