الرئيسية الصحة أساليب تنقية المياه

أساليب تنقية المياه

علاج امراض البنية التحتية 1

بواسطة أحمد صالح الفكي
9 مشاهدات

مقدمــــــــــــة

في قلب كل حرب، ومع كل قذيفة تسقط، ومع كل دمعة تُسكب، يكمن التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسان: المرض. ليس فقط تلك الأمراض التي تصيب الجسد مباشرة من خلال الجروح والآلام، بل أيضًا تلك الأمراض التي تنمو في الظلال المظلمة للحروب، حيث تفسد البنية التحتية وتنهار أنظمة الرعاية الصحية. الأمراض التي لا تراها العيون، ولكن آثارها تترك بصماتها على الأرواح والأجساد في صمت رهيب.
حينما تتداعى المدن وتخرب المستشفيات، ويغيب الأطباء والمرافق الصحية، يصبح المرض أكبر عدو يواجه النازحين والمنكوبين. إن غالبية الأمراض التي تنتشر في مناطق الحروب ليست مجرد أمراض بيئية أو وبائية فحسب، بل هي أمراض ناتجة في المقام الأول عن البنية التحتية الصحية المتضررة. بدون مستشفيات قادرة على معالجة المرضى، ودون وجود أنظمة صحية صلبة، تصبح الأمراض كالعاصفة التي تجتاح حياة الناس، تدمر الأمل وتسرق الأرواح.
لكن الأمل لا يزال ممكنًا، والإيمان لا يزال قائمًا. لا يجب أن تقتصر الحلول على الأدوية وحدها، بل يجب أن تمتد لتشمل إعادة بناء البنية التحتية الصحية. إعادة بناء المستشفيات، تجهيز العيادات، توفير اللقاحات، وتحسين إمدادات المياه. هذه هي الركائز الأساسية التي تضمن أن الأمل في الحياة يستمر، وأن فرصة النجاة تظل حية في قلوب الجميع. في تلك اللحظات الصعبة، عندما يكون الناس في المخيمات يفتقرون إلى أبسط سبل الحياة، عندما تكون الجروح في أجسادهم تنادي بالعلاج، يجب أن نتذكر أن البنية الصحية هي أساس الشفاء، لا الأدوية وحدها.

مدخــــــــــــــــــــل

المياه هي ركيزة أساسية في حياتنا، هي شريان الوجود، لا حياة بدونها. فهي أساس البنية الصحية لكل مجتمع، وبدونها تنهار العديد من مقومات الحياة. ولكن، في ظل الحروب والنزاعات، أصبحت المياه مصدر تهديد لا أقل من سلاح، إذ أصبحت تلوثها الأمراض التي تفتك بالأرواح، مثل الكوليرا وأمراض أخرى لا تعد ولا تحصى. ومع كل قطرة ماء ملوثة، يتزايد العبء على المجتمعات التي تعاني، حيث تفتك الأمراض بالأطفال والشيوخ في صمت، ولا يجد الناس في كثير من الأحيان من ينقذهم من هذا البلاء.
لقد أثر تلوث المياه فينا جميعًا بشكل سلبي، فكم من أرواح فقدناها، وكم من أسر تأثرت بسبب ما تحمله المياه الملوثة من سموم وأمراض. ولذلك، فإن تنقية المياه ليست فقط جهدًا نبيلًا، بل هي فرض واجب علينا جميعًا، لا يمكننا تجاهله. إذا كانت الحروب قد أخذت منا العديد من الأشياء، فإن الماء النظيف هو أملنا في البقاء، هو طوق النجاة الذي لا بد من السعي إلى تحقيقه.
لكن المشكلة الكبرى أن لا جهة محددة يمكننا التواصل معها لتولي مهمة تنقية المياه في المناطق المنكوبة. ليس هناك من ينقض لحل هذه الأزمة على الفور، لذلك نجد أنفسنا مضطرين لتحمل المسؤولية. ولا تقتصر المسؤولية على الأفراد الذين يمكنهم تنفيذ حلول مباشرة، بل تشملنا جميعًا في نشر الوعي، لأن الوعي قد يكون الشرارة الأولى التي تشعل الفنار الذي يرشدنا نحو الطريق الصحيح.
ربما لا نملك جميعًا القدرة على تنقية المياه بأنفسنا، ولكننا قادرون على نشر المعلومة، لعلها تصل إلى شخص ما، يحمل في يده المفتاح لحل هذه المشكلة. قد يكون ذلك الشخص هو الذي يمتلك التقنية، الموارد أو القدرة على الوصول إلى الحلول الفعّالة. هكذا، تصبح كل كلمة ننقلها، كل فكرة نشاركها، شمعة تضيء الطريق حتى نصل إلى من يستطيع إشعال المنارة التي ستظل تضيء ليلنا المظلم وتوجه السفن الكبيرة نحو بر الأمان.
فلنتعاون معًا، ولنكن جميعًا جزءًا من حركة تغيير حقيقية. ففي كل مرة نتحدث عن أهمية المياه النقية، فإننا ننقل الضوء إلى شخص ما، وقد يكون هو الذي يمتلك القدرة على تنفيذ الحلول التي تساهم في إنقاذ الأرواح. علينا أن نتذكر دائمًا أن كل جهد مهما كان صغيرًا، يمكن أن يكون له تأثير كبير، خاصة عندما تتضافر الجهود في سبيل غد أفضل.

بسم الله الرحمن الرحيم نبدا 

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=–=

الاساليب المستعملة لتنقية المياه

1- الغليان :

غلي المياه ليس مجرد عملية تقليدية أو إجراء صحي، بل هو درع واقٍ ضد الكوليرا، ضد الأمراض التي تفتك بالجسد وتقتلع الأرواح في صمت. فما أسهل أن نغمض أعيننا ونعتقد أن الماء الذي نحصل عليه هو آمن، بينما في الحقيقة قد يحمل بين طياته فيروسات وبكتيريا مستترة، لا تُرى بالعين المجردة، ولكنها قادرة على تدمير حياة كاملة في لحظة.
في خيام اللاجئين، حيث لا مستشفيات قريبة ولا مرافق صحية، تزداد الحاجة إلى أساليب بسيطة يمكن أن تُنقذ الأرواح. وهنا يظهر غلي الماء كحل سحري، بسيط، لكنه قوي كالقوة التي نحتاجها للنهوض من بين الركام. غليان المياه هو ذلك الفعل البسيط الذي يشبه المقاومة؛ فقط بتسخين الماء حتى يغلي، يقتل البكتيريا والفيروسات التي تهدد الحياة. كما لو أن تلك اللحظات التي تقف فيها أمام النار، وتنتظر تلك الفقاعات التي ترتفع ببطء، هي لحظات من الإصرار على الحياة، وعلى التمسك بالأمل.

=–=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

2-ChatGPT said:

2- الترشيح (Filtration):

الترشيح هو عملية أساسية ومهمة في تنقية المياه، تعتمد على إزالة الشوائب والمواد غير المرغوب فيها عن طريق تمرير المياه عبر مادة مسامية تقوم بالاحتفاظ بها بينما يسمح للماء النظيف بالمرور. وهو من أقدم وأبسط طرق تنقية المياه التي استخدمها الإنسان للحفاظ على صحته في مواجهة الملوثات التي قد تكون مدمرة.

أنواع الترشيح:

  • الترشيح البسيط:يعتمد على استخدام مواد مسامية مثل الرمل أو الفحم أو القماش لفصل الجزيئات الكبيرة والمواد العالقة عن المياه. هذه الطريقة لا تنقي الماء من الملوثات الدقيقة أو الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا، ولكنها تزيل الشوائب الكبيرة مثل الطين والطحالب.
  • الترشيح باستخدام الفحم النشط: يستخدم الفحم النشط لامتصاص المواد الكيميائية السامة والملوثات العضوية من الماء. الفحم النشط يحتوي على مسام دقيقة تعمل على امتصاص المواد الضارة مثل الكلور والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، مما يساعد في تحسين طعم المياه.
  • الترشيح باستخدام الأغشية النانوية أو الفلاتر الدقيقة (مثل الترشيح الفائق أو التناضح العكسي): يتم استخدام أغشية خاصة لمرور الماء النقي فقط، وتصفية المواد الدقيقة جدًا مثل الفيروسات والبكتيريا. هذه الأنظمة تعتبر من أحدث وأدق طرق الترشيح التي تضمن تنقية المياه من الملوثات حتى على مستوى الجزيئات الصغيرة.

طريقة تنفيذ الترشيح في المناطق المتضررة:

يمكن تنفيذ عملية الترشيح باستخدام عدة وسائل عملية وبسيطة في مخيمات اللاجئين أو المناطق المتأثرة بالحروب حيث تكون الموارد محدودة:

  • الترشيح باستخدام الرمل والفحم:يمكن إنشاء فلاتر محلية باستخدام طبقات من الرمل والفحم معًا. يبدأ النظام بتدفق الماء عبر طبقة من الرمل، التي تلتقط الجزيئات الكبيرة، ثم يمر عبر طبقة من الفحم النشط لامتصاص الشوائب الكيميائية. هذا النوع من الفلاتر سهل البناء باستخدام مواد متوفرة في البيئة المحلية.

فوائد الترشيح في أوقات الحروب أو الكوارث:

  • إزالة الملوثات: الترشيح يساعد في إزالة الشوائب والعوالق الكبيرة من الماء التي يمكن أن تسبب أمراضًا.
  • تحسين طعم الماء: إزالة الكلور والمواد الكيميائية عبر فلاتر الفحم النشط يحسن طعم الماء، مما يجعل استهلاكه أكثر قبولًا.
  • إمكانية التنفيذ المحلي: معظم أساليب الترشيح يمكن تنفيذها باستخدام مواد بسيطة ومتوفرة محليًا، مما يجعلها حلًا فعالًا في حالات الطوارئ.

التحديات:

  • الفلاتر لا تزيل جميع الملوثات: مثل البكتيريا والفيروسات الصغيرة التي قد تحتاج إلى طرق إضافية مثل الغليان أو استخدام المواد الكيميائية.
  • الصيانة المستمرة: الفلاتر تحتاج إلى صيانة دورية لضمان استمرار فعاليتها، خاصةً إذا كانت تستخدم في بيئات مليئة بالملوثات.

ملاحظات مهمة لتطبيق الترشيح في الظروف الصعبة

تنظيف الفلاتر باستمرار:

الترسبات قد تقلل من كفاءة الترشيح.

دمج الترشيح مع طرق أخرى:

مثل الغليان أو الكلور لقتل البكتيريا والفيروسات المتبقية.

استخدام المواد المحلية:

مثل الرمل والحصى، لضمان استدامة الحلول.

التوعية المجتمعية:

تدريب السكان على تنفيذ وصيانة أنظمة الترشيح.

-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

3- استخدام المواد الكيميائية

المواد الكيميائية هي السلاح الذي جاء ليحارب الأعداء الخفيين داخل المياه، تلك الكائنات الدقيقة التي تسبح هناك بلا رؤية. إنها المواد الكيميائية التي غيرت موازين المعركة ضد الملوثات، وأعادت الحياة إلى الماء.

الكلور (Chlorine):

من بين هذه المواد الكيميائية، كان الكلور في مقدمة الصفوف. ببضع قطرات من هذا العنصر القوي، كان يمكننا أن نقتل البكتيريا والفيروسات التي تعيث فسادًا في أجساد الناس. في أوقات الحروب والكوارث، حيث كان الوصول إلى المياه النظيفة محدودًا، أصبح الكلور هو الحل السحري. كان يُستخدم إما على شكل أقراص أو سائل، وكان تأثيره هائلًا، إذ إنه كان يقتل الكائنات الدقيقة في غضون دقائق.

طريقة التطبيق:

  • يمكن إضافة قطرة من الكلور إلى لتر واحد من الماء، أو وضع قرص من الكلور في حاويات المياه. يترك الماء لمدة 30 دقيقة على الأقل لضمان قتله للبكتيريا والفيروسات.
  • في المخيمات أو الأماكن المتضررة، يمكن توزيع أقراص الكلور على النازحين مع التعليمات بخصوص استخدامها بشكل صحيح.

يوديد البوتاسيوم (Potassium Iodide):

من بين الأساليب الأخرى، كان يوديد البوتاسيوم يشكل خيارًا شائعًا لتنقية المياه في الأماكن التي تفتقر إلى الفلاتر أو الكلور. يعمل يوديد البوتاسيوم على قتل الكائنات الدقيقة من خلال التأثير السام على خلاياها.

طريقة التطبيق:

  • تضاف أربع قطرات من محلول يوديد البوتاسيوم إلى لتر من الماء، وتترك لمدة 15-30 دقيقة. بعد ذلك، يصبح الماء آمناً للشرب.
  • يمكن إعداد محاليل جاهزة للاستخدام في المخيمات والنزوح، حيث لا يحتاج الكثير من الأدوات أو الموارد.

البرمنجنات (Potassium Permanganate):

كانت البرمنجنات مادة كيميائية أخرى لا غنى عنها في تنقية المياه في ظروف الطوارئ. يمكن للبرمنجنات أن يزيل العديد من المواد العضوية والملوثات الأخرى ويمنح الماء لونًا ورديًا مميزًا. بفضل خصائصه المؤكسدة، يستطيع البرمنجنات تدمير المواد الملوثة التي قد تكون مقاومة للكلور.

طريقة التطبيق:

  • يتم إضافة بضع حبيبات من البرمنجنات إلى الطين أو المياه العكرة، حيث يساعد على ترسيب المواد الثقيلة قبل أن يتبقى الماء الصافي الذي يمكن تناوله.

الصورة التالية تشرح عملية الترسيب .. حيث الصورة الاخيرة بعلى اليسار هي اخر مرحلة بعد ترسيب الملوثات 

طريقة تحضير وتنفيذ المواد الكيميائية في بيئة الطوارئ:

في تلك الأيام المظلمة التي يحل فيها العطش والفوضى، يجب أن يتم توزيع المواد الكيميائية بشكل منظم وفعال لضمان أن كل شخص في المخيم أو المناطق المتضررة سيحصل على مياه آمنة وصالحة للشرب.

  • إعداد محاليل الكلور واليود: يمكن تحضير محاليل قوية من هذه المواد الكيميائية ووضعها في عبوات صغيرة مرفقة بكتيبات توجيهية تحتوي على تعليمات واضحة حول كيفية استخدامها. ويجب على الجميع أن يتعلموا الطريقة الصحيحة لتحديد الجرعات بناءً على حجم الماء.
  • تعليمات السلامة: في ظل الظروف الصعبة، قد يكون هناك قلة في الخبرة والمعرفة، لذا يجب أن تتم التوعية بكيفية التعامل مع هذه المواد الكيميائية بأمان لتجنب التسمم أو الأضرار الصحية.

الأمل في تنقية المياه باستخدام المواد الكيميائية:

حينما تنزل الأمطار الثقيلة وتغمر مياه الأنهار كل شيء، حينها نجد أنفسنا في معركة شرسة ضد كل أنواع الملوثات التي تهدد حياتنا. ولكن رغم كل هذا، فبفضل المواد الكيميائية، بدأت تنمو في أفقنا بذور الأمل. فحتى في مخيمات اللاجئين أو في المناطق المتضررة من الحروب، تبقى المواد الكيميائية هي الحل المؤقت الذي يمكن أن يوفر مياه نظيفة وآمنة حتى وإن كانت الظروف قاسية.

لكن القصة لا تنتهي هنا، فبكل جهد نضعه في العمل، وكل تعليم نقدمه للمجتمع حول كيفية استخدام هذه المواد، نكون قد أضأنا شمعة الأمل في ظلام لا نهاية له. نكون قد نقلنا شعلة من المعرفة قد تصل إلى الشخص الذي سيشعل المنارة، ليضيء الطريق لملايين آخرين.

إن تنقية المياه في الحروب والمخيمات ليست فقط مسألة حماية من الأمراض، بل هي أداة للبقاء، هي سلاح ضد الظلام، ومن خلاله يمكننا أن نعيد الحياة إلى أولئك الذين فقدوا كل شيء.

-=–=-=-=-=-=-=-==–=-=-==-=-

بقية طرق واساليب تنقية المياه :  يتـــــــــــبع باذن الله 

 

-==-=-==-=-=-=-=-=-

إذا كانت الحروب قد جلبت الخراب، فإن الحلول العلمية والإنسانية يمكن أن تحملالنور من بين الركام. نعم، سيكون الطريق طويلًا وصعبًا، ولكن في كل خطوة نخطوها نحو بناء المرافق الصحية، ستكون هناك فرصة لإعادة الحياة، وسيتمكن الأطفال من اللعب في شوارع آمنة، وستحصل الأمهات على العلاج لأبنائهن، وسيتلقى المرضى الرعاية التي يحتاجونها. هذه الحلول لا تأتي بسهولة، لكنها أمل للجميع، وخاصة لأولئك الذين فقدوا الكثير.
إخواننا وأخواتنا في المناطق المتضررة، نحن لن نترككم وحيدين في هذه المعركة. معًا، سنتصدى للأمراض ونستعيد الحياة في مجتمعاتنا. نحن نعلم أن الأمل في المستقبل لن يكتمل إلا عندما يتم بناء البنية الصحية من جديد، ليعيش كل فرد في أمان وصحة. لن ننسى أن صحتكم هي ما يعطينا القوة لنستمر في السعي نحو غد أفضل، ومن خلال العمل الجماعي، نعيد الأمل إلى قلوبكم من جديد.

ودمتم سالمين 

ربما يعجبك أيضا

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. أقبل أقرا المزيد...

-
00:00
00:00
Update Required Flash plugin
-
00:00
00:00