The Great Hack
عندما تدرك أنك مجرد “سلعة” ويتم استخدامك لأغراض اجتماعية وسياسية وتسويقية وأنك مجرد رقم من الخوارزميات الرقمية،هنا تدرك مدى التلاعب بك في العالم الإفتراضي.
هو فيلم وثائقي صدرَ عام 2019 ويتناول فضيحة موقع فيسبوك ومشاركتهِ بيانات الملايين من مستخدميه معَ شركة كامبريدج أناليتيكا التي استعملتها في أغراض سياسيّة. الفيلم من إخراج شبكة نتفليكس وقد أفرجت عنهُ في 24 تمّوز/يوليو 2019.
نحن نقبل أن نُستغَلّ ونُحوَّل إلى سلع رقميّة من غير أن نحرّك ساكنًا، نحن ندرك أو بعضنا على الأقلّ أنّ بياناتنا تجمعها شركات مواقع التواصل الاجتماعي الكبيرة (فيسبوك، وجوجل، وغيرهما)، الّتي تبيعها لشركات الإعلانات الّتي تستهدفنا حسب اهتماماتنا الناتجة عن تفاعلنا في هذه المواقع، كل ذلك من غير أن نُبدي أيّ ممانعة في هذا الاستيلاء على معلوماتنا الشخصيّة.
لكنّ الأخطر من كل ذلك، عندما تتحول عمليّة جمع البيانات الفرديّة وتحليلها، عبر شبكات خورازميّة، إلى تلاعب في خيارات سياسية، من خلال الدعاية الموجّهة. هذا ما يكشفه الفيلم .”The Great Hack”الوثائقي
فمع قرب الانتخابات الأمريكية 2020 يجعلك هذا العمل أن تتفكر في كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعية في تغيير آراء الناخبين والتحكم بهم بطرق مختلفة جعلت أن تكون هنالك محاكمات علنية في الولايات المتحدة للفيسبوك وبعض الشركات الأخرى.
سأل البروفيسور، ديفيد كارول، خلال إحدى محاضراته الطلاب “من منكم رأى إعلانًا أقنعه بأن هاتفه يتجسس على محادثاته؟” وهو السؤال الذي يشغل بال كثيرين حيث أصبح العديد من الناس مقتنعين أن الهواتف تتجسس علينا، فيرفع جميع الطلبة أيديهم.
في حقيقة الأمر أن الهواتف لا تستطيع التجسس على محادثاتنا وتحليلها، لكن ما يحدث أن الشركات التقنية تجمع المعلومات عنا وتسمى بـ”نقاط البيانات” حيث تحلل من خلالها شخصيتنا واهتماماتنا وميولنا وبناء عليه تستهدفنا بالإعلانات بناء على تلك البيانات، من خلال مدى معرفة الشركات التقنية عنا، وعن طريقة تفكيرنا.
فقد أعلنت لجنة التجارة الفيدرالية في واشنطن، تغريم شركة فيسبوك 5 مليار دولار بسبب انتهاك الشركة لخصوصية مستخدميه، وهي الغرامة الأكبر في التاريخ الأمريكي بحق الشركة، والتي صحبها اتفاق تسوية يشمل تغييرات في ضوابط الخصوصية والرقابة عليها داخل الموقع.
يتتبع الفيلم فضيحة كامبريدج أناليتيكا ليس فقط داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولكن إلى أبعد من ذلك، حيث يشير الفيلم إلى دور كامبريدج أناليتيكا في التأثير على الناخب البريطاني للتصويت لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي المعروف باسم بريكزيت.
صور الفيلم الرئيس التنفيذى للشركة “ألكساندر نيكس” على أنه الرجل الذى ساعد فى إطلاق حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وحمله بالتالى مسئولية ما حدث فى الانتخابات الأمريكية لعام 2016 ونجاح “دونالد ترامب” من خلال حملة نظمتها الشركة نفسها عملت على الإساءة إلى “هيلارى كلينتون” وزرع إعلانات ضدها تستهدف الناخبين فى بعض الولايات، خاصة الذين لم يحسوا قرارهم.
وغيّرت القصة وجهات النظر غالبًا عن “كارول كادوالادر” التى تعرضت لحملة تشويه، و”بريتانى كايزر” التى بررت تواجدها فى مكان ما فى تايلاند، بسبب اعتقادها أن سلامتها فى خطر.
ويسلط الفيلم الوثائقى الضوء على شهادات مارك زوكربيرج ودور الفيس بوك فى استهداف المستخدمين ، بالإضافة إلى عرض جلسة الاستماع التى حضرها “ألكساندر نيكس” فى الاتحاد الأوروبى والذى يقول إنه “ضحية” الهجوم المستمر على الشركة.
واستعرض كيف أن ترامب أطلق 5 ملايين إعلان عبر الإنترنت مقارنة بـ 66،000 من حملة هيلارى، وركز على أن قصص النجاح اليمينية مثل ترامب والدفع لترك بريطانيا للاتحاد الأوروبى هى نكسات سيحتاج العالم إلى “عقود من أجل التعافى منها.”
وفى حين يبرز الفيلم الوثائقي، الأجزاء المهمة من فضيحة كامبريدج التحليلية، فإنه فشل فى عرض كيف يمكن للمستخدم تجنب حدوث خرق آخر للبيانات مثل هذا، وإذا كان الغرض من الأفلام هو صدمة الجمهور فقد فات الأوان.
حصلَ فيلم الاختراق الكبير على تقييم جيّد، حيثُ قُيّم بما معدّله 7.24/10 في موقع روتن توميتوز استنادًا إلى 39 تقييم، كما أثارَ الفيلم الكثير من الضجّة والجدل كونّه قدّم لمحة ولو بسيطة عنِ الطريقة التي يتم بها بيع وتبادل البيانات لتحقيق مكاسب سياسية وخاصّة خلال الاستحقاقات الانتخابية. في السياق ذاته، كتبَ بيتر برادشو في صحيفة الجارديان مؤكدًا على أن الفيلم «يتعلّقُ بأكبر فضيحة في عصرنا: هناك علامات استفهام هائلة حول مشروعية التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .
برأيي ستنصدم كثيرا عند مشاهدتك هذا العمل الصادم جدا لأي مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعية وسيجعلك تفكر 1000مرة قبل ان تعيد استخدامها مرة اخرى .