نحن لا نحتاج الي ثورات سياسيه .. بل نحتاج الي ثورات ثقافيه من اجل التغير !!
نحن امام عقل جمعي .. ارتبط تاريخيا بسلوكيات بدائية سلبية .. وبحياة تسودها علاقات سلطوية جائرة في جميع المجالات .. وامام استعمالات انتهازية للدين .. واطروحات متخلفة ناتجة عنها صراعات سياسية .. ونقف امام اطروحات الحداثة والايديولوجيات في حيرة وتردد
ونتيجة لكل تلك المشاكل الذاتية المرتبطة بتاريخنا وثقافتنا وسيرورة حياة مجتماعاتنا .. دخلنا في ازمة مفاهيم شملتمفاهيم الدولة والمواطنة والقانون والديمقراطية والسلام والحرب
نعم نحن بحاجة الى ثورة ثقافية كبرى تسمح بمقاطعت كل تصورات الماضي .. وبناء افكاره جديده .. تؤدي الى ثورة سياسية تنقلنا الى نوع من الديمقراطية السياسية والاقتصادية العادلة
الثورات الثقافية .. تلحقها الثورات السياسيه وليس العكس
الثورة السياسية .. تاتي بحريات وقوانين وحكم رشيد .. طبعا كل هذا بحاجة الى نخبة تتبنى وتناضل وتقود .. وتستوعب اشكاليات التاريخ .. واعادة هيكلة الماضي والموروثات !!
الكثير منا قد سمع بالثورة الفرنسية والتي تعتبر من أعظم الثورات في التاريخ الحديث، كونها أحدثت تغييراً جذرياً في ثقافة أمه بأسرها وتأثرت بها مجتمعات كثيره حول العالم.
لكن الذي لا يعرفه الكثير عن الثورة الفرنسية هو أن الفرنسيين عندما أرادوا التغيير لم يخرج الشعب فجأة ليقول للملك ارحل، ولم يعتصموا في ساحات المدن الفرنسية وينادوا بالمسيرات والشعب يريد إسقاط النظام. !!
بالرغم من أن الملك رحل فعلاً، وسقط النظام الملكي إلى الأبد.
اذاً ما الذي حصل؟!
الذي حصل هو أن الثورة الشعبية سبقتها ثوره توعويه، فكريه، فلسفيه، قادها أبرز مفكري وفلاسفة الغرب ومن ضمنهم فولتير وجان جاك روسو، أشهر هذه الطوعيات التي سبقت الثورة تمثلت في كتاب اسمه (العقد الاجتماعي)
والذي ألفه (جان جاك روسو)
حيث وضح فيه للناس حقوقهم الطبيعية والإنسانية والسياسية والاجتماعية… الخ!!
الملفت في الموضوع هو الفترة الزمنية ما بين صدور كتاب (العقد الاجتماعي) وقيام الثورة الفرنسية.
الكتاب صدر بتاريخ 1763
والثورة الفرنسية قامت بتاريخ 1789
1789 – 1763 = 26 سنه
سته وعشرين سنه هي الفترة التوعوية التي احتاجها الشعب الفرنسي للقيام بأعظم ثوره في التاريخ.
ومع انتشار وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المتاحة لدينا في العصر الحالي، أعتقد لن تطول فترة التوعية لدينا وكل ما نحتاجه فقط هو (الاستمرارية).
وبنفس الوقت يجب علينا تطبيق المبادئ التي ندعو لها على أرض الواقع، فعندما نتعامل مع الآخرين بالتساوي فقد طبقنا مبدأ المواطنة المتساوية.
وعندما نتقبل آراء الآخرين المخالفة لنا ونحترمها، فقد طبقنا مبدأ القبول والتعايش مع الآخر، أياً كان معتقده أو طائفته أو منطقته وهكذا … حتى تصبح تلك المبادئ ثقافه واقعيه
طيب كم الفترة التي يحتاجها الشعب السوداني حتى يعي ويدرك حقوقه وواجباته؟
هذا الأمر يتوقف على مدى التوعية التي يتلقاها الشعب من المفكرين، فكلما كانت التوعية أكثر؟ كانت الفترة أقل وكلما كانت التوعية أعم وأشمل، كانت النتيجة أفضل. وكلما كان التركيز على الأجيال القادمة أكثر كان المستقبل أجمل.