احتدم الخلاف بين المكون العسكري والمدني في الحكومة الانتقالية … في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قال الجيش انه قام بإحباطها – وأشعل جذور هذا الخلاف … منشور لعضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دعا فيها السودانيون للخروج لحماية ثورتهم.
والتي رأي فيها رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بأنها تخوينآ واهانة للمؤسسة العسكرية التي وصفها بأنها الوصي علي الشعب وهي التي تقود التغيير كيف تشاء.
ان هذه الشراكة المفخخة لم تكن مطلب الجماهير ولكن أقتضتها الضرورة – ووافق عليها العسكر مرغمون وساوموا وناصفوا المدنيين في كراسي السلطة – وبدأ التنافر واضحآ للعيان في العمل غير المنسجم بين الطرفين والاتهامات المتبادلة ووصم كل طرف للأخر بالفشل.
علي خط تلك الازمة دخلت الحركات المسلحة والتي تميل مواقفها للمكون العسكري ، فأنشقت تلك الحركات ووقعت ميثاقآ بإسم التوافق الوطني ودعت لحل الحكومة وتوسعة قاعدة المشاركة في الحكم … ونفذت اعتصامآ امام القصر الجمهوري لتنفيذ مطالبها.
الغريب في الامر ان المكون العسكري الذي كان من المفترض ان يكون محايدآ ويقف علي مسافة واحدة من جميع الاطراف هو الذي يؤيد ذلك الجناح المنشق عن الحرية والتغيير ويقوم بتمويل ذلك الاعتصام ممثلآ في عضو مجلس السيادة حميدتي الذي قالها صراحة ( اذا كان للطرف الأخر شارع فنحن لنا شارع ايضا) إذًا الامر بين ان المكون العسكري يريد خلق تحالفات جديدة لتكوين حكومة من تنظيمات تدين له بالولاء – وقيام مجلس تشريعي يبصم علي جميع مطالبه بالعشرة.
المعركة اصبحت مكشوفة بين من يدعمون التحول الديمقراطي وبين من يريدون اعادة عقارب الساعه الي الوراء – واشراك فلول نظام الانقاذ الذين أسقطهم الشعب بثورة مهرها الشباب بالدماء والتضحيات في الحكم من جديد.
علي الاحرار ولجان المقاومة وقوي الثورة الحية توحيد صفوفهم والابتعاد عن التحزب والمصالح الشخصية وحماية التحول الديمقراطي والحكم المدني غاية عظيمة وبحاجة الي تضحيات كبيرة فالعسكر ومن شايعهم لن يدخروا جهدآ في محاولة تقويض الانتقال الديمقراطي ، ومحاولة خلق حواضن جديدة تصبح واجهات لأستبداد جديد مثلما فعل نظام الانقاذ الذي صنع أحزابآ كرتونية واسترضاها بالاستوزار والمناصب وجعلها واجهة لحكم الفرد الواحد ومكن لانصاره في مؤسسات الدولة.
ان طريق الحرية طويلآ جدا – وغير مفروشآ بالورود واجتيازه بحاجة الي صبر وجلد وإرادة لا تلين ، ويقيني ان الديسمبريون حتمآ قادرون.