الديسمبريون – جيل الإلهام والصمود- سطروا أروع الملاحم في صراع امتد أربعة أشهر أو يزيد مع ألة قمعية باطلة لا تعرف الرحمة.
في الثامن عشر من ديسمبر انطلقت شرارة الإحتجاجات ضد الغلاء والتردي الاقتصادي ، سرعان ما تفجرت ديسمبر المجيدة مطالبة برحيل الدكتاتور عمر البشير وتوجت بإقتلاعه في 11 أبريل 2019 بعد ملاحم بطولية سطر فيها الشباب الثائر أروع المثل وسقط فيها عدد مقدر من الشهداء الأكارم وأصيب الكثير … شباب يافع دفع دماءه الطاهرة ثمنآ لحرية هذا الوطن.
برزت لجان المقاومة مبكرآ في عام 2013 الانتفاضة التي قمعها النظام البائد وسقط خلالها أكثر من 200 شهيد وتطورت أساليب نضالها مع تفجر ثورة ديسمبر وقدمت نماذج ملهمة وفريدة في
التنظيم والتحشيد للمواكب والتظاهرات .و للامانه لعب تجمع المهنيين دورآ فاعلآ ومقدرآ في التخطيط لسير المواكب ومواقيتها جمبآ إلي جمب مع اللجان .
لم يقتصر دور اللجان علي التحشيد والدعوة للمواكب فقط بل لعبت دورآ كبيرآ في دعم الحكومه المدنية من خلال لجان التغيير والخدمات في الأحياء.
بعد انقلاب الجيش بقيادة البرهان علي الحكومه المدنية في 25 أكتوبر المنصرم برزت مقاومة شرسة واستطاعت اللجان ان تصبح رقمآ يصعب تجاوزه في الشارع فلم يستطع النظام الانقلابي تثبيت أركان حكمه بالرغم من مرور 5 أشهر علي ما أسماه البرهان بتصحيح المسار.
هناك عدد من الملاحظات علي لجان المقاومة تداركها وإصلاح بعض الخلل في هيكليتها فاللجان بحاجه إلي قيادة تستطيع تقديم المشورة والنصح للقواعد والأنصار، فليست الغاية هي تنظيم التظاهرات فقط والوصول للقصر دون أن تكون هناك رؤية واضحة وموحدة يتفق عليها الجميع ، فالوحده هي النقطه التي ستجعل اللجان في وضع اقوي — فلا يمكن التظاهر إلي ما لا نهاية ؛ خاصة بعد إسقاط الانقلاب الذي هو الغاية الوحيدة في الوقت الراهن .
وماذا بعد السقوط ؟ سيكون هناك حوجة لقيادة موحدة تستطيع بدأ تفاوض يؤدي لنقاط إلتقاء تخرج البلاد من هذا النفق المظلم .
علي اللجان ايضآ الحذر من تغلغل الأحزاب داخلها ومحاولة استقطابها وفرض الأجندات الحزبية الضيقة عليها .فالاستقلالية وإعلاء مصلحه البلاد العليا علي المصالح الحزبية هي الضامن الوحيد للخروج إلي بر الأمان.
رحلة الوصول للديمقراطية والتحول المدني شاقة وطويلة والطريق غير مفروش بالورود
الديسمبريون حتمآ سيصلون إلي مبتغاهم فقط بوحدة الكلمة والهدف .