رغم الإمكانات المتواضعة وغياب الممول ذو الميزانيات المفتوحة على قرار الكثير من المجموعات الكوميدية الموجهة وذات الأجندة الخفية المستترة، سلسلة هروب مؤقت تلفت وتجذب عيون المشاهد السوداني، والسبب الرئيسي في ذلك تناولها للواقع السوداني المعاش، في شخصياتها البسيطة الغير متكلفة و المكونة من ثلاثة أصدقاء، هم بإعتبارهم العمود الرئيسي للعمل، حيث كل شخصية فيهم تمثل وتعكس شخصية من واقعنا الحقيقي، ثلاثة أصدقاء مثل كل شاب سوداني، تخرج وأكمل دراسته ويبحث عن عمل، مرحلة صعبة جدا على كل المارين بها خصوصا في بلد يعاني اقتصادياً أيما معاناة، دعك من المحسوبية والوساطات والخ من الفساد الإداري.
تُسقط بطريقة درامية وكوميدية مبتكرة معاناة الشاب السوداني في رحلة البحث عن عمل، ماراً بكل المحطات التي أغلبنا مررنا بها، وكل ما نواجهه من تثبيط للعزائم، ومن تكسير المجاديف.
العمل إلى الآن يتكون من أربعة حلقات قابلة للزيادة، الحلقات متصلة ببعضها البعض، تتنقل فيها شخصيات السلسلة بين محطات الإحباط والبحث المستميت لمصدر دخل آي كان.
السيناريو من تأليف عمر فضل الله وإنتاج مجموعة شباب حلوين وعمر فضل الله هو نفسه من ممثلي السلسلة، وأيضا عضو في مجموعة شباب حلوين، المجموعة ذاتية الدعم وبمجهوداتهم الشخصية قدموا لنا عمل جميل في بساطته ومباشر في قضاياه والتي تناولوها في قالب كوميدي جميل.
أيضاً من القضايا التي تناولتها السلسلة الراهن السياسي للبلد، متمثل في الحركات المسلحة والتي تتصدر المشهد هذه الأيام، والتي أصبحت قبلة من القبلات وحل من الحلول لمشكلة المادة والمال، بالإضافة “للدهب” وغيره، تناولوا القضية بقالب كوميدي ساخر جداً ومعبر.
المتابع لمجموعة شباب حلوين سيلاحظ التطور الملحوظ في الأداء والسيناريو والتصوير، فلديهم أعمال كثيرة على شكل فيديوهات متفرقة ناقشوا فيها عديد القضايا، شخصياً أتوقع لهم النجاح طالما استمروا بنفس نهجهم هذا، مخاطبة القضايا وتمثيل هموم المواطن الحياتية واليومية وعدم التكلف في التمثيل والأداء.