بقلم: الاء صلاح الدين
يبدأ الإنسان في تكوين شخصيته منذ الصغر فمنذ أول خمسة سنين للطفل يبدأ في اكتشاف نفسه و اكتشاف العالم من حوله.
يبدأ الطفل في بداية سنواته باكتساب شخصيته بتقليد من حوله و كل ما يكبر في العمر يبدأ في تعلم أشياء جديدة عن طريق اللعب و المجتمع من حوله مما يساهم في تكوين شخصيته المستقلة عن طريق اللعب و الاستكشاف.
يبقى السؤال الأهم وهو كيف تكتشف نفسك و كيف تكون مميزاً و واثقاً؟
الإنسان شخصيته تتكون مع مرور الوقت ففي كل مرحلة من عمر الإنسان يكتشف أشياء جديدة و يختبر ظروف مختلفة و التي تساهم في تكوين شخصيته. كل شخص في هذا العالم عاش في بيئة مختلفة عن الآخرين و قابل أشخاصاً و مرت عليه مختلف الظروف التي كونت شخصيته, فلا يوجد شخصان متطابقان تماماً في شخصيتهما حتى التوأم المتطابق يتشابهان تماماً في الشكل ولكن يختلفان في الشخصية. و هذا شيء جيد فالاختلاف مطلوب لكي تعمر الأرض.
لكن مع دخول التكنولوجيا بدأً من التلفاز و انتهاءً بالإنترنت بدأت تظهر المقارنات في كل النواحي, فهذا غير راضي عن شكل جسده، و آخر لا يعتبر نفسه جميلاً، و آخر لا يعتبر نفسه ناجحاً، و هذا ليس لأنه حقيقي بل فقط لأنه يقارن نفسه بشخص آخر رآه على التلفاز أو في مواقع التواصل الاجتماعي و هذا ما جعل الناس تتغير و كل يوم يسأل الشخص نفسه من أنت لقد تغيرت لم أكن هكذا، ولكن ما يجب أن تعلمه أنك أنت مميز و لك شخصية فريدة و إنجازاتك الخاصة فلا يجب عليك مقارنة نفسك بشخص آخر, و إذا كان لا بد لك من المقارنة، قارن نفسك بنفسك في الأمس فالإنسان يتطور مع مرور الزمن و التجارب, فإذا وجدت نفسك أفضل من الأمس فأنت في الطريق الصحيح أما إذا كان العكس فيجب عليك مراجعة نفسك.
كل شخص في هذا العالم ولد بموهبة أو ميزة معينة فيه، فهنالك (مستكشفين، فنانين، رياضيين، علماء، طباخين، إداريين، مهندسين، أطباء، أدباء، و غيرهم الكثيرين)، منهم من اكتشف موهبته منذ الصغر و نمت معه و منهم من تعلمها و منهم من اكتشفها مع مرور الوقت.
كل شخص لديه ميزة معينة مختلفة عن غيره يجب عليه معرفتها و تطويرها و معرفة كيف يستفيد منها ويفيد العالم منها وذلك ما يجعله مميزاً وواثقاً من نفسه و من إنجازاته.
ابحث عن مميزاتك و تقبل عيوبك، تعلم من أخطائك و طور من نفسك، ليس هناك شخص خالي من العيوب، الأخطاء تعلمنا و تجعلنا أفضل.
أخيراً كن نفسك لا تقلد شخصاً آخر، أنت جميل و مميز و ستجعل العالم أفضل.