هنالك أخبار ترد على الميديا على رأس كل ساعة، بعضها يجد حظه من الانتشار الكثيف الذي يجعل المسئولين يتفاعلون مع الحدث إما بالتعليق أو التدخل المباشر، وبعض الأخبار رغم أهميتها لا تجد حظها الكافي من الاهتمام رغم أنها تصل إلى درجة الخطر على المجتمع والبلد ويتم تجاوزها بهدوء غريب ومريب..!!
ما قادني لهذه المقدمة خبر قرأته على موقع فيس بوك يتعلق بالقبض علي مجموعة بينهم أجانب ينشطون في تجارة المخدرات، ووصل بهم الأمر في أن أقاموا مصنعاً لتصنيعها، وبالرجوع لتفاصيل الخبر نجد أن المتهم الأول وهو سوري الجنسية تم سجنه وابعاده في أعوام سابقة، وعاد مرة اخرى للسودان ليمارس نفس النشاط السابق ليتم القبض عليه مرة أخري وسجنه، ويتم بعدها الإفراج عنه ضمن عفو عام قبل شهور، ليعود لنشاطه السابق ويتم القبض عليه للمرة الثالثة.!!
ومن هذه التفاصيل يتضح مدى التراخي الأمني في السودان مما يجعل مثل هذا الأجنبي يصر على ممارسة تجارة المخدرات في هذا البلد، وربما إن استمر الحال نشاهد كارتيلات المخدرات وعصابات المافيا تنقل نشاطها إلى السودان ..!!
تراخي وهشاشة أمنية جعلت كل الفاسدين والمضاربين بقوت الناس ومعاشهم، وتجار المخدرات والسلاح والخمور يستبيحون مدن البلاد طولاً وعرضاً بلا خوف ولا وجل، وكأن لسان حالهم يقول من آمن العقوبة أساء الأدب..!!
ولم تمضي أيام وفي ظاهرة تدق ناقوس الخطر وتوضح مدى الضعف الأمني خلال هذه الفترة أصبحت الخرطوم العاصمة على خبر السطو المسلح على سفارة دولة أوروبية لافراد يرتدون أزياء الجيش والدعم السريع، ولم يكتفي المعتدين على السفارة بلبس الزي الرسمي فقط، بل وصل بهم الأمر حمل السلاح في بلد يكاد عدد عسكرها يفوق مواطنيها من قوات نظامية ومليشيات مسلحة وحركات معارضة مسلحة..!!
المكون العسكري الذي ما أغفل فرصة إلا وأتهم فيها المدنيين بالضعف وعدم المعرفة وعدم القدرة على تأدية الأمانة، ينطبق عليه مثلنا في العامية السودانية (اب سن يضحك علي اب سنين)، فما نشهده اليوم من تفشي للجريمة على كافة المستويات بداية من الرشوة والنهب، السلب، التعدي، السرقة، المركبات الغير مقننة وانتحال صفة أفراد القوات النظامية وغيرها كثير مما اندرج تحت سلطة العسكر وفق القانون، كل هذا لا يحرك ساكن العسكر ولا يُعبر عن الفشل!!
حق لنا أن نتعجب ونحن نرى قلب العاصمة يُمارس فيه النهب بأزياء العسكر وتحت صوت الرصاص !!
نهاية القول..
علي الشريك العسكري و من اتبع خطاه من الموقعين على اتفاق السلام وهم بلا وزن ولا ثقل، عليهم نصح أنفسهم والقيام بواجباتهم في آمن وحماية المواطن والبلد ودعم الإنتقال الديمقراطي وبعدها يحق لهم إطلاق ألسنتهم تجاه الشريك المدني (الفاشل)!!.