الإتفاق الاطاري وبنوده هي في الحقيقة مطالب ثورية مشروعة ذات وعي تقدمي .. من الوضح أنها مدروسة قانونيًا وبيئيًا وحضاريًا وثقافيًا وعسكريًا ودوليًا وفق المعطيات الوطنية السودانية .. والأهم من ذلك أن طرحها محايد من الجميع .. مع وضع أرضية تشاركية وطنية قومية بحته وفكر ناضج سياسيًا بعيدًا عن الادلجة والاستعطاف العقائدي والقبلي والعرقي وجهوية النخب وأحزابها الحالمه !!
نعم أنا مع دعم الإتفاق السياسي الاطاري الوطني .. الذي وضع حجر أساسه وأشرف عليه القائد العام للقوات المسلحة ونائبه بعد جهدًا جهيد من المشاورات الدولية والمحلية والإقليمية لخلق حل أمثل لهذا الوطن المكلوم على أمره !!
نعم برغم كل التنازلات التي قدمتها المنظومة من أجل الوطن سامحه للمدنيين بالخطوة الأولى نحو الإتفاق الشامل لوضع النقاط على الحروف بأفكارهم وأطروحاتهم !! فلا حياة لمن تنادي !! فتم تخوينها والتشكيك في نواياها .. ورغم كل ذلك لم يردوا الأمانة لسراب إيمانًا بمخرج وبحجم المسؤولية التي تقع على عاتقهم تجاه هذا الوطن المتكالب عليه من الجميع !!
نعم .. نحن الان نسير في الاتجاه الصحيح .. مع كامل تمنياتي للجميع بالسير قدمًا وترك الضغائن والشروع نحو التوقيع كما فعلت قوى الحرية والتغير المتشظية لنيل مكانة جديدة عنوانها من أجل الوطن نتوافق .. فالتاريخ لا يرحم !!
فلا يوجد وقت لرفض الاتفاقات المخرجية .. أعتقد شاهدتم ماذا حدث بعد رفض إتفاق برهان حمدوك الذي كان بمثابة بر أمان للتحول المدني الديمقراطي المنشود !!
الكتل السياسية والحركية التي ترفض هذا الإتفاق ليس لسوء الطرح المقدم فيه .. بل لأنها تعتقد ظنًا في أنفسهم أن هنالك تفضيل بين قوى وقوى وهذا الأمر غير صحيح فالاتفاق ينص على المساواة بين الجميع ونقطة صفريه لانطلاقة جديدة بعيدًا عن إدعاء الأفضلية التنافسية .. بل يحس على العمل الجماعي والباب مفتوح للجميع من أجل الوطن.
أما الثائر الذي يرفض هذا الإتفاق بلا وعي بمعطيات هذا الوطن !! ويخلق عداء لاختلاف مساراتهم عن مساره ويظل يردد الردة مستحيلة والثورة مستمرة !! نقطة سطر جديد .. القافلة تسير من أجل الوطن فلا تضع نفسك في المنزلة الكلابية !!
فهذا كفيل أن يؤكد انك شخص مؤدلج بمخاوف لا وجود لها .. فلا تكون ضعيف الرؤية فتجعل من نفسك إنسان متصلب غير مرن فيتم استغلالك والتلاعب بك كالحجارة .. وجعلك أداة يتم رميها للصيد وجني المكتسبات دون الاكتراث لما يصيبك من وقائع واهوال كما فعل التجمع المهني و قوى الحرية والتغير التائبون من جرمهم !! والان يستغلك التيار الاسلامي العريض وبعض الأحزاب الهلامية لتحقيق قواعد جماهيرية خاصة بهم !!
فمن كنت تبكي على الانقلاب على وثيقتهم الان تركوا اللاءات الثلاثة والحفر في النوايا وانحازوا لعقلنة الأمور بواقعية بعيدًا عن العناد السياسي .. لأنهم أدركوا بكل بساطة أن السلطة لن تأتيهم على طبق من ذهب عن طريق عقلية الشارع الغير ناضجة سياسيًا ومجاراته كالسابق .. فلقد أدركوا أن العمل السياسي هو المخرج فلا توافق بلا حوار ولا نهضة إلا بالتكاتف والتعاون ولا شراكة إلا مع المنظومة العسكرية نحو تحول ديمقراطي سليم .. والأهم أنهم أصبحوا يعوا تمامًا مقدار الوعي السياسي الذي يمتلكه القادة العسكريين !! فلا مجال لاستغلال المنظومة العسكرية والتلاعب بها.
العناد والإقصاء والتخوين والعنصرية والتضليل سيكون حليف البعض من ضعفاء الفكر أو لأشياء وأهداف بأنفسهم سواء كانت فردية أو جماعية .. أو من تلك الكيانات الهلامية التي تعتقد أنها تتصيد أصوات الشارع وتضع أرضية مشتركة بين شعاراتهم الهوجاء التي لم تزيدنا إلا شقاقًا ونفاقًا وعدائية .. ولكن التاريخ لا يرحم !!
الجاهل عدو نفسه في العامه .. أما من يضلل الناس بجهله في أمور سياسية مصيرية فهو عدو الوطن والمواطن فحاربوه !!
في الأخر .. شكرًا حمدوك الذي سعى بالمبادرات نحو توسيع دائرة المشاركة وتصحيح المسار والان نترقب عودته من جديد .. وشكرًا برهان وحميدتي على تقديم الأطروحات والدعم نحو تصحيح المسار بصورة أفضل تناسب هذا الوطن .. وعلى هذا الصبر الجلل برغم التخوين وكثر الظنون !!
أيضًا شكرًا لمن وقع على الإتفاق الاطاري من أجل الوطن بعيدًا عن نواياه فلن تكون هنالك ثغرة يتم إستغلالها .. كما قال برهان وحميدتي بصريح العبارة العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات ونحن في الاطاري سائرون !