ظل السودان منذ استقلاله في العام 1956م يشكو من قلة الحيلة وضعف الإمكانات وشح الموارد ، ويحن الى عهد الاستعمار الذي كان يدير هذه الأرض وفقا لذات الذين يبكون لإنجازات الاستعمار الانجليزي ، يديرها كما تدار أكبر الدول اليوم في أرجاء العالم الأول.
واقع الأمر أن السودان وبشهادات الاقتصاديين من حولنا أنه ليس بالدولة الفقيرة اقتصادياً او تعاني من شح في مواردها الطبيعية أو البشرية العاملة بدليل أن معظم المهاجرين السودانيين في العالم العربي أو الأوروبي هم صناع في تلك الدول وكفاءات تضع النقاط على حروف الماجح وتشكل مكانة الدولة بين رصفائها.
يديرون مصانعها ويكتبون نجاحاً ناصع البياض في شتى مناحي الجوانب الاقتصادية لدول ظلت تعتمد على كفاءة وإمكانات الكادر السوداني ، لتتضح العبارة تماماً بأن مشكلة السودان في ادارة موارده وكوادره ذات الكفاءة التي استفادت منها كل الدول عدا السودان.
مواردنا الزراعية والطبيعية ترجوها أعتى الدول في قارات العالم السبع .. نيل يجري من أقصى الجنوب الى اقاصي الشمال ، ولا يفعل بنا إلا كما فعل بفرعون وجنوده .. نيل يجري والبلاد بانسانها ومواشيها تموت عطشا ..
أراض خصبة لو سقطت من أحدنا نواة تمرة .. تنبت نخلاً وزرعاً ..
موارد طبيعية لو اطلقت فيها المواشي لاكتفى منها الضرع وكفانا شر التسول ..
ذات المواشي التي ارجعتها الدول المستوردة أكثر من 26 مرة في ظرف شهرين لسوء التغذية وضعف المناعة
مايعرف بفشل إدارة الموارد .. فشلُُ في التخطيط للحاضر والمستقبل ..
فشل تتوارثه الأجيال عقب الأجيال .. فشلُُ تتوارثه الحكومات بمختلف أحزابها وتياراتها التي ظلت تتخذ من المؤامرات والحظر والعقوبات شماعات لن تلقم المواطن (خبز حاف)..
أن تصبح مهنة ثلثي مواطني الدولة (سماسرة عقارات وسيارات) فذاك لعمري فشل إداري ..
أن يقتات الثلث المتبقي من تجارة العملة ,, فلعمري ذاك فشل إداري..
ألا يجد المستثمر الاجنبي مكانا في السودان لضخ رؤوس أمواله .. فلعمري ذاك فشل إداري ..
أن يصبح التيار الكهربائي مجرد حلم للمواطن .. فذاك لعمري فشل إداري ..
أن يغمر النيل العاصمة ببيوتها وزرعها وضرعها ,, فلعمري هذا فشل إداري ..
أن يذهب المواطن ليقضي حاجته لدى دائرة حكومية فيضيع أكثر من 24 ساعة بسبب (الشبكة واقعة) فهذا والله فشل إداري ..
أن يصطف المواطنون رجالاً ونساء وأطفالاً في طوابير الخبز والبنزين والبنوك .. فوالله هذا فشل إداري..
لو خرج علينا أي مسؤول وقال أن السودان ينقصه ذاك المورد ليصبح (سلة غذاء العالم) كما كنا ندعي ,, لنامت أعيننا بارتياح .. فقد عرف السبب وبطل العجب ..
لكن الذي يحدث كله تبرير فطير .. ولا يرقى لمستوى حكومات تدير دولة بمستوى السودان ..
السودان الذي علم الناس معاني الحياة وكيف أن الدول يرتقي بها بنوها ..
فيأمر الآمر بلا حياء بقطع الانترنت نظرا لوجود حالات غش في امتحانات الشهادة السودانية ..!!
مالكم كيف تحكمون ..!!
هل يعلم الآمر كم هي خسائر قطع الانترنت ..؟ الخسائر للمواطن الذي لم يعد لديه شيء يخسره أنهكه المرض والتعب والجوع والفقر والغرق ..!!
كم من تاجر كسدت بضاعته .!!
كم من موظف فقد عمله الذي يعتمد على اتصالات بالانترنت ؟!!
كم من مواطن تعطلت مصالح لدى الدوائر الحكومية بسبب قطع الانترنت ؟!!
الم تكن هناك ثمة مخارج لأزمة الغش في الامتحان سوى قطع الانترنت ؟!!
لو سألت طفل صغير سيقول لك الحل في منع دخول أجهزة الهاتف الى قاعات الامتحان .. لكن تأبى أدمغة التحجر إلا أن تبحر بسفينة البلاد إلى مزيد من قاع الفشل .. وذاك فشل اداري لم يسبقنا أحد عليه لا أنس ولا جن ..
بالعربي الفصيح
(الجفلن خلهن .. أقرع الواقفات) ملايين الدولارات التي تصدق علينا بها الأصدقاء من الدول الشقيقة حاولو ماتصرفوها في تغيير العملة .. وياريت نكافح بها آثار الفيضان ونؤسس بها مستشفيات وبيوت ومأوى لإيواء المشردين ..
نحن محتاجين إدارة دولة بقدر العندنا من موارد .. ومحتاجين ندخل في مدارسنا وجامعاتنا .. مناهج للإدارة الصحيحة ونأسس بها أسس إدارية سليمة لمستقبل واعد ..
و ربنا يعين الشعب .. ويعين الحكومة على الشعب زاااتو .. على رأي مدني عباس .. قال الشعب بقى مستهلك .. يعني مدني زهج مننا ..
بكره حيغيرونا يمكن زي ما عايزين يغيرو العملة ..
اقعدوا عافية ..