كثيرا ما مرت علينا قصص القتلة المتسلسلين والجرائم البشعة التي قد ارتكبوها، كما مرت علينا التفسيرات الطبية لسلوكهم العنيف وارتباط كثير منهم بإضطرابات جينية مختلفة ” راجع https://sudanjournal.com/مجرمون-بالوراثة/ “.
كما أن معظم مرتكبي هذه الجرائم من الذكور نسبة لارتباط جين المحارب المحرض على العنف بالكروموسوم Y لدى الذكور.
لكن هل يمكن أن توجد قاتلات متسلسلات؟
هل يمكن أن يخرج الجنس المسمى باللطيف سايكوباثيات مجردات من أدنى قيم الرحمة والإنسانية والشفقة، قاتلات بدم بارد؟!
عزيزي القارئ الحصيف دعني أحدثك عن الكونتيسة النبيلة الأميرة إليزابيث باثوري، وهنا أنا لا أتحدث عن إحدى أميرات باربي أو عالم ديزني، لا أتحدث عن أميرة سحرية تبحث عن فتى أحلامها وتحلم بعالم يملؤه الخير والحب . أنا أتحدث عن كونتيسة الدم ومصاصة الدماء الأميرة التي قتلت وأزهقت أكثر من 600 نفس بريئة.
كانت تمارس الجنس مع الخادمات الصغيرات ثم تقوم بتقطيع لحمهن بطريقة بطيئة ثم تذبحهن بعد ذلك،وأيضا كانت ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺘﺠﻮﻳﻊ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎً ﻛﺎﻣﻼً ﺛﻢ تغرز ﺍﻟﺪﺑﺎﺑﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻔﺘﻴﻦ ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻷﻇﺎﻓﺮ وتحرق ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ تقتلهن وتأخذ حماما من ﺩﻣﺎﺋﻬﻦ !!
لكن كيف ذلك؟ كيف يمكن أن تفعل أنثى كل هذه الجرائم؟
ولدت الكونتيسة في القرن السادس عشر كأميرة لأسرة مالكة امتد نفوذها شاملا المجر وسلوفاكيا وبولندا . ثار الشعب الفقير في أيام شبابها ضد الملكية وانتهت الثورة بقتل الأسرة المالكة حيث كانت شاهدة على هذه الأحداث قبل نجاتها. بعد ذلك تزوج من الأمير الكونت ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ ﻧﺎﺩﺍﺳﺘﻲ والذي صبغ شوقها للقتل واكتشف موهبتها في التعذيب والتفنن بذلك حيث ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﻄﻊ ﺃﻭﺻﺎﻝ ﺛﻢ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻫﺎ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ للقتل والتعذيب.
بعد غياب زوجها شغلت نفسها بقتل الخدم والنساء الفقيرات وشرب دمائهن، بل حتى الأسرة المالكة لم تسلم من ذلك إذ قتلت 25 من أميرات الأسرة المالكة بحثا عن دم ملكي يرزقها الشباب الدائم.
انتهت مسيرة الأميرة الدموية نهاية بشعة هي ومن ساعدها في جرائمها حيث تم قطع أصابع معاونيها وحرقهم أحياء من قبل إبن عمها الذي ثار ضدها، وتم حبسها في سجن منفرد والذي وجدت ميتة داخله بعد فترة.
إليزابيث باري ليست وحدها القاتلة من الجنس اللطيف بل يوجد الكثير من مرتكبات الجرائم المروعة التي قد تحيرك فيمن ارتكبها هل هو بشر؟، ناهيك عن كونها أنثى!
ﻛﻼﺭﺍ ﻣﺎﻭﺭﻭﻓﺎ التي قتلت وعذبت وأكلت لحوم أطفالها عام 2008 واكتشفت جريمتها بمحض الصدفة بعد سنين من التعذيب والتقطيع للأطفال الأبرياء.
آيلين ورونوس العاهرة التي كانت تقتل زبائنها بحقنهم بحقنة قاتلة بعد ممارسة الجنس .
ناني دوس التي ﻗﺘﻠﺖ عائلتها بتسميمهم بسم ﺑﺎﻟﺰﺭﻧﻴﺦ . ﻭابتدأت بأطفالها ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ، وﺳﻤﻤﺖ ﺃﻣﻬﺎ، ﻭﺷﻘﻴﻘﺘﻴﻬﺎ، وزوجها الخامس ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﺩﻭﺱ ﻭﻭﺟﺪ ﺗﺸﺮﻳﺤﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺳﻤﻢ ﺑﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻘﺘﻞ 10 ﺭﺟﺎﻝ . ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺳﺠﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻭﻛﻼﻫﻮﻣﺎ . ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1965.
عزيزي القارئ ابتداء بإليزاييث باثوري ومرورا بكلارا ماوروفا وريا وسكينة المصريتين، ووصولا لعزة ” أم حواجب ” كان التعذيب او القتل صفة مشتركة بين هؤلاء النسوة مما يثبت تباعا أن الجريمة ليست صفة حصرية على الرجال بل للنساء نصيب منهن.
بالتمعن في حياة هؤلاء النسوة ستجد معاملة قاسية في الطفولة، او تنمرا، أو حوادث إغتصاب، أو مجرد ولادة في بيئة منحلة، أو إضطرابات نفسية عديدة.
مما يرجعنا للقول أن ليس كل شخص يصلح للزواج والإنجاب، فمن يدري ربما في القريب العاجل لا يسمح بزواج من هو غير كفء في تربية وتأهيل أبنائه والإعتناء بهم.
ختاما شفى الله كل مريض وأعان كل مبتلى