وخلف ضبابِ الغبابِ تلوحُ عيناك أنْ لا طريقْ..
فأرحلُ فى الا طريقِ إليك
والقاك تزهو
كأولِ خيطٍ منْ النورِ يفضحُ سر الصباحْ
لتنثالَ دفقاً منْ الوجدِ ..
روحاً تضجُ بروحي..
ولحناً سمعناه ذات مساءٍ سوياً
فأغلقتُ باب المسام عليه
وبوحاً رقيقْ..
فيا أنت لا
تكترثْ أن بعُدنا
فها أنت رغم طويل غيابك
تمنحُ دنياي
هذا الغياب
الحضور
الانيقْ..
تعربدُ دوماً بذاكرة الوقتِ
تمنحها قبساً منْ ضيائك
شيئاً من السعدِ والارتياحْ..
توقّعُ في خاطرِ الصمتِ بعض أغانيكِ
أحفظُها
لأعلقها قمراً فى مسائي
وأشربها كأس شاي مع الشمسِ حين يعودُ الصباحْ..
تجئُ وأنت هنالك
لابُعدَ
لاشئ
يوقفُ بيني وبينك دفقَ الحنينْ..
تجئُ لتمنح قلبى المحبة ..
إنْ المحبة
روحُ الالهِ التى تتجولُ فى الأرضِ
تهدى السكينة للعالمين..
أيا أنت يا رجل الياسمين..
بكلى غرستك
تنبتُ في كل خفقٍ من القلبِ زهره..
بكلي التقيتك
تسطعُ مابين بيني فكره..
بكلي وجدتك
كنتَ بمحرابِ طهري تصلي
وكنتُ إزاءك
نسجد لله
أنْ أنت ياربُ ناديتنا بنداءِ المحبةِ
فاسبغِ على الروحِ منك المسره..
أنا لستُ أرجوك أنْ عدْ..
فأنت تعودُ مع كل نبضٍ جديدْ..
أنا لستُ أحزنُ أن غبتَ
إنك مثلُ الدماءِ
تسافرُ دوماً بعيداً عنْ القلبِ لكنْ
تعودُ له بالوريدْ
أنا محضُ أنت
فسافر أيا أنت كيف تريدْ..
أنا محضُ أنت
لأنا أيا أنت حين التقينا
تبدل كوني وكونُك
تفاءل حزني وحزنُك
لما إلي الحبِ نحنُ اهتدينا..
وكنا ظماةً
شربنا من الحبِ حتى ارتوينا..
وكنا عراةً
فألبسنا الحبُ ثوبَ الحقيقةِ
إن الحقيقة كنزٌ يخبؤءه الحب للعاشقينَ..
وكنا خطاةً
فعمدنا الحبُ
طهرنا من قديم الخطيئة حتى نقينا..
فصرنا كما الطيف
ليس يراه سوى القلبِ
إن غرس الله فيه يقينا..
نحن لسنا هنا الان يا سيدى..
نحن لسنا هنا الان
نحن نطوفُ هنالك حيث ارتقينا..
هيام الاسد