The Grapes of Wrath 1940
IMDb : 8.1/10
Rotten Tomatoes : 100%
التصنيف: دراما
المخرج: جون فورد
الكاتب: نونالي جونسون، جون ستاينبيك
بطولة: هنري فوندا، جين دارويل، دوريس بودون
مدخل:
كاليفورنيا 1930
الفيلم مبنيٌّ على رواية “عناقيد الغضب” ل”جون ستاينبيك”؛ والتي تحكي تفاصيل رحلة عائلة “جواد” الكبيرة من فلاحيّ الوسط الأمريكي، التي تُقرر الهجرة بسيارةٍ هالكةٍ بحثاً عن فرص العمل للحصول على لُقمةِ العيش وسطَ فترة الكساد الإقتصادي الكبير.
عائلةُ “جواد” هي مثال واحد لمئاتِ أو ملايينِ الأُسر التي عانت من الظروف الصعبة، فالكثير من الأُسر هرَبَت ونزَحَت لتجنب المأساة!
الرواية تُصَوِّر حياة الطبقات الكادحة والعاملة والمهمشة، لكن وعلى عكس الرواية كانت نهاية الفيلمِ هنا متفائلةً بعض الشيء.
العناصر الفنية:
“عناقيدُ الغضب” هو حكايةٌ يساريةٌ، بإخراج يميني من “جون فورد”، حول كيفية تحَوُّل فتىٰ المَزارع المشاكس إلى منظّم نقابي.
يتم عرض الرسالة بجرأة، وبشخصياتٍ تستدعي التعاطف والشفقة أكثر من الغضب.
بمستويات إضاءة منخفضة كفيلة بإظهار حالة الكآبة التي تلوح في القصَّة قام العظيم “جريج تولاند” بالتصوير الفوتوغرافي للفيلم، وهو نَفسُهُ الذي قام أيضاً بتصوير (Citizen Kane) ل”أورسون ويلز”.
لكنَّ أبرز العناصرَ الفنيَّة في الفيلم تتمثَّل في البطل “توم” وَسَعيّه المتواصل لتوفير الحياة الكريمة لأسرتِهِ في ظلِّ الجوع والحرمان وإتقاد الحُلم الأمريكي في النفوس.
بالنسبة للشخصيَّة الأمريكيَّة يُمثِّل “فوندا” عامل التمسُّك بالأمل.
رؤية الفيلم:
ينتقِد الفيلم شعارات أمريكا الزائفة عن العدل والمساواة وحقوق الجميع، حيث نصطَدِم بواقعٍ مغايرٍ تماماً لا يحتوي على أبسط مقوّمات الحياة!
ويركز على التضارب المادِّي، والإستغلال بين أصحاب الحوجة وأرباب العمل، قضيَّة إجتماعيَّة قديمة ومستمرة إلى يومنا هذا.
يدرُس حالة النزوح والهجرة إلى الغرب وتأثيرها على العائلات، والتعلق بفكرة الحُلم الأمريكي الذي دفع الملايين لتَتَبُعه وأنتهى بهم المطاف بملاحقة السراب، وتَرَكهم جميعاً في حالة دمار.
القصَّة عبارة عن ملحمة إنسانية تعبِّر عنها شخصيَّة إنسانيَّة ألا وهي “توم جواد”، أحدُ أعظمِ شخصيات الأفلام الأمريكية، إنسانٌ نقيٌ وبسيطٌ للغاية، لا يحمل الكثير من الأفكار المناهضة الجذابَّة، لكن ومع نهاية رحلته نرى كيف تكونت الأيدولوجيِّة التي سوف تكون المحرك ل”توم” نحو التغيير على كامل النطاق الإجتماعي.
يُمكن رؤية الرحلة الأيدولوجية للبطل “توم جواد” من خلال عمليتَي القتل المسؤول عنهما؛ الأولى عندما قابلناه أول مرة يتحدث إلى واعظ سابق، وكيف أنه كان في حالة سُكرٍ، قضى أربع سنوات وتم إطلاق سراحه المشروط وعاد إلى مزرعة عائلته في “أوكلاهوما” ليَعرِف أنَّ عائلتهُ قد تمَّ جرهم من الأرض، وإنضَمُّوا للهجرة اليائسة إلى كاليفورنيا!
أمَّا الثانية فكانت بعد أن شَاهَد النُوَّاب والبلطجيَّة يضرِبون الثوار ويُطلِقون النار عليهم، تَعَرَّض لهم بالهجوم مباشرة!
الدرس الأن أصبح واضحاً!
لقد تعلَّم “توم” من هم أعداؤه الحقيقيَّون، ويعمل الآن على أهدافٍ أكثر استحقاقاً من ذي قبل.
وكما قال بنفسه : (أُفكِّر فينا أيضاً، في الناس الذين يعيشون كالخنازيرِ بينما أرضٌ خصبةٌ مرميةٌ ضياعاً، أو تنتمي لشخص واحد يملك مليون فدَّان! بينما مائة ألف مزارع يتضورون جوعاً، وأتساءل لو أنَّ كل جماعاتنا إتَّحَدَت وصَرَخَت)
ويواصل القول لأمه : (سأكون في الجوار، في الظلام، سأكون في كل مكان تستطيعين النظرَ إليه، أَينما كان هناك قتالٌ لكي يتمكَّن الجِيَاع من الأكل، سأكون هناك أينما تواجد شرطيٌّ يضرِب رجلاً سأكون هناك).
الجوائز:
حصَل الفيلم على أوسكار أفضل مخرج ل”جون فورد”، وأفضل ممثِّلة ل”جين دارويل”.
تعليقٌ عام:
يروي فيلم “عناقيدُ الغضب” النهاية الحزينة للحُلم، صغار المساهمين الذين راهنوا بمطالباتهم قبل خمسين عاماً؛ الذين أجبرهم المصرفيُّون وكِبارُ ملاكِ الأراضي على ترك أراضيهم.
ويُظهِر الفيلم نصف أمَّة تمَّ سحب البِساط الاقتصادي من تحتها!
القصة التي يبدو أنها تدور حول مرونة وشجاعة الشعب، مبنية في الأصل على أساسٍ من الخوف، الخوفُ من فقدان الوظائف والأرض وإحترام الذات!
رُبمَّا يكون “عناقيدُ الغضب” أعظمُ عملٍ أمريكيِّ تمَّ صُنعه!.