الخلاصة
الثقافة هي شكل من أشكال الوعي الاجتماعي … يجب تقييمها على هذا الأساس
الساحة الفكرية السودانية مليئة بمثقفين متنورين … للأسف لا يشكلون التيار السائد … بل نجد منهم من يمثلون الضمير الايدلوجي المتوارث !!
الكثير من النقاش الفكري يتمحور حول الشخص لا عن أطروحاته !!
فمعظمه ينطلق من الذم والتشهير أو الرفض جهلاً وحسداً او بسبب علمانية الكاتب او طرحه الذي لا يلتزم بالعقلياتالسلفية والصوفية وابتعاده من دائرة القطيع !!
فلا يكون النقاش بموضوعية بل نجد الضحك والاستهتار !!
ماذا تبقى من المثقف السوداني الخاضع لارتباكه التاريخي والمعرفي!؟
هذه أرضية خصبة لإنتاج المثقف السلطوي .. ولخلق مثقف معادياً للسلطة و لنفسه ولبلده !!
معركة المثقفين السودانيين … تزداد تعقيدا وصعوبة … لذا ليس بالصدفة ان معظم المفكرين الكبار ينجحون وينشطون من خارج أوطانهم !!
قيم الثقافة كما نلاحظ كثيرا ما تنقلب حسب السوق وسياسته.
ثقافة العرض والطلب دمرت ثقافة التنوير … بل دمرت مرحلة التنوير كلها في الثقافة السودانية !!
الاعتقاد السائد أن المثقف يبحث عن الحرية !!
ودائما تحركه الرغبة في نيل مساحة أكبر من الحرية والتعبير عن الذات وطرح الأفكار والآراء المختلفة.
فلماذا تنعكس صورة المثقف في ثقافتنا بسلبية لمكانته الاجتماعية؟
لماذا يتلاشى دور المثقف في حين يتعزز دور أصحاب الهوس الديني والثقافي؟
ألا يتحمل المثقفون والمشايخ مسؤولية التهاوي المخل بالمنطق السليم لمستوى حوارهم !؟
لا أطرح ما أطرحه لأقدم أجوبة قاطعة … إنما أطرح مادة للتفكير والنقاش !!
ما أحدثته الثورة السودانية … لا أجد له انعكاساً اليوم على الساحة الثقافية.
بل أجد اختلالاً بالموازين القديمة وتراجعاً شاملاً على المستوى التنويري.
الحداثة هي الحرية … ولا حداثة بلا تنوير
عصر التنوير السوداني تعثر … حتى في أوساط بعض المثقفين تجد تعثراً ثقافيا وفكرياً … وهذا بسبب الايدلوجيات المتوارثة … فيصبح الهوس الثقافي في إثباتها !
الموضوع كما قلت مطروح للحوار.
ما قدمته هي وجهة نظري خاضعة للتطوير والإضافة.
(المقال مختصر طبعاً رغم أجزائه الخمسة).