كانت ليلة الخميس في نهاية كل اسبوع في فترة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات هي بمثابة الليلة المرتقبة لكل المشاهد السوداني، تصبح كالعيد عند البعض لأن أهم ما يزينها هو “برنامج تليسينما” اللذي كان عبارة عن عرض لفيلم أمريكي (آكشن) ويعرض في ثلث ساعة، ثم يليه عرض للفيلم الرئيسي لفيلم هندي أطول زمنا من الفيلم السابق، لقد كان يتميز هذا البرنامج بموسيقته التصويرية التي كانت تمتع آذان المشاهدين والجمهور السوداني بكل تلهف وترقب وحماس.
جاني كديس… يوم الخميس… راسو كبير… شعرو قرقدي
وبعد أن نترنم بهذه الكلمات (الخارم البارم) كما تدعى باللهجة السودانية العامية،وهي ترجمة لكلمات الاغنية الأصلية الهندية ولكن لحب الجمهور السوداني لهذه الفترة المسائية وتأثره بكلمات الاغنية الأصلية ترجمها الى لغته المحلية وتغنى بها في ساحات التقاء الشباب وفي ساحات المدارس، يتم عرض مادتين كنا نظن أنهما فيلمان كاملان ولكن بعد دخول (الدش) في حياتنا اكتشفنا أن ما كان يُعرض لم يكن سوى ملخصين للفيلمين بعد أن وصلها مقص الرقيب في المونتاج.
برنامج “تليسينما” من اعداد وتقديم: محمد علي بابكر
كان التلفزيون القومي المحطة الوحيدة للفرجة والابتهاج ولم يكن لك أي خيار ثاني لاختيار ما تشاهده، لقد كانت البرمجة تبدأ من نهار اليوم وفي تمام الساعة الرابعة يبدأ بنشيد العلم وتلاوة القرآن الكريم،يليه فيلمين كارتون وكل الناس تقوم بمشاهدتها بغض النظر عن موضوعها،أي تجد (الحبوبة) تشاهد في “كابتن ماجد” (معلومة هامة: كل الجمهور السوداني كان يشجع فريق المجد) والبنت الصغيرة تشاهد في “سنبل” والرجل الكبير يشاهد في “ليدي ليدي”.
إنه تماذج أجيال مع بعضها البعض أعطى نموذجا قيما لما كان يشاهده المشاهد السوداني عبر حقبة زمنية تعتبر مهمة جدا نسبة لتذوق الجمهور السوداني وبداية انتشار التلفاز كوسيلة ترفيه في البيوت والأماكن الخاصة.