مدن ومعالم … ﺟﺒﻞ توتيل
ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ – ﻛﺴﻼ
ﻻ ﺗﻄﻠﻊ ﺷﻤﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺴﻼ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﺐ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻂ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺭﺣﺎﻟﻬﻢ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻡ ﻭﻣﺘﻌﺔ ﺑﺄﺟﻤﻞ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻠﺴﺎﺀ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺎﻟﺠﺒﻞ ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ .
ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻭﺍﻟﻬﺪﻧﺪﻭﺓ، ﻳﻄﺮﺏ ﻣﻐﻦ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻹﺣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺘﻴﻦ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﺑﺄﻫﺎﺯﻳﺞ ﻗﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻛﻮﺍﺥ ﺑﺰﺍﺋﺮﻳﻬﺎ .
ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺯﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮﺭﻩ ﺃﻭ ﺷﺮﺏ ﻣﻴﺎﻫﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻋﻘﺐ ﻫﻄﻮﻝ ﺃﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺃﻣﺮ ﻳﺴﻌﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﻳﺒﻬﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﻻ ﺗﺒﺪﻭ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺟﺒﻠﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻤﻮﺳﻢ ﺃﻭ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ .
ﻭﺗﻜﺜﺮ ﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻓﻦ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺴﻼ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻛﻮﺍﺥ ﺗﻤﺜﻞ ﺗﺮﺍﺛﺎ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﻭﻭﺳﻂ ﺻﺨﺐ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﻘﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰﻭﻥ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .
ﻭﻳﺘﺒﺎﺭﻯ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﻐﻮﻻﺕ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺍﻥ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻭﺇﻛﺴﺴﻮﺍﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﺯ ﻭﻣﻮﺍﺩ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻟﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺭ .
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﻤﻠﺴﺎﺀ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺎﻛﺎ ﻭﺃﻭﻳﺘﻼ ﻭﺍﻟﺒﺪﻭﺍﻥ ﻭﻣﻜﺮﺍﻡ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﺗﻜﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻮﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺴﻼ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﺛﻼﺙ .
ﺳﺤﺮ ﺧﺎﺹ
ﺯﺍﺋﺮ ﻗﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﻭﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻧﺒﻊ ﻣﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﻠﻬﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ” ﻭﻟﻤﺎ ﻟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺤﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭ ﻏﺮﻭﺑﻬﺎ .”
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺴﺎﺀ ﺑﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺃﻟﻒ ﻗﺪﻡ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ، ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻦ ﻭﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺗﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﻛﺴﻼ ﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ .
ﻋﻤﺪﺓ ﻛﺴﻼ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺃﺣﻤﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺴﻼ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﺪﻧﺪﻭﺓ ﻣﺮﺣﺒﺎ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺸﺎﺷﺔ ﻭﺗﺮﺣﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﺰﺍﺋﺮﻳﻦ .
ﻭﻳﻀﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﺳﻢ ﺟﺒﻞ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ” ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ” ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﻗﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ .
ﻭﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻛﺴﻼ ﻣﻌﺘﺼﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﻛﺎ ﻭﺟﻤﺎﻟﻪ ﻭﻣﺎ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﻟﻠﺰﺍﺋﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﻣﻦ ﺭﺍﺣﺔ، ﺑﻞ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻬﻮﻑ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ .
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺠﺰﻳﺮﺓ ﻧﺖ ﺇﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎﻣﺎﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺴﺒﻪ ﺗﻮﺗﻴﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻌﺔ ﻗﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
عما عماد عبدالهادي _ كسلا