مجتمعاتنا تعيش في الماضي … ولا تجد الطريق للخروج من الماضي … لا أدعو لقطع الصلة مع الماضي … ولكن لا يمكن البقاء بأسر فكر لا يتغير.
كان الماضي جديداً في زمانه … رفض الجديد هو وأد للوقت وللمستقبل.
فبين الماضي والحاضر والمستقبل ضبط الوقت … فالإنسان يتطور فكرياً ومعرفياً مع حركة الزمن الصاعدة … فإنسان الماضي ليس كإنسان الحاضر الذي اختلفت رؤيته ومتطلباته !!
فلا يجب علينا أن نخلط بين الماضي والحاضر ويضيع مستقبلنا … فمعرفة معطيات الحاضر على تجارب الماضي تصنع المستقبل.
عندما وجد اليهود أنفسهم تمارس ضدهم كل أنواع العنصرية .. بسبب بعض الناس لهم، لم يعملوا على تحسين صورتهم بأعين الناس ليكسبوا حب الآخرين وودهم وعطفهم..!
ولم يعملوا لجعل العالم يحبهم … بل عملوا جاهدين لجعل العالم يحتاجهم!!
فاتجهوا إلى التعليم والبحث العلمي … ومن خلال البحوث العلمية والدراسات في شتى مجالات الحياة، استطاعوا أن يشكلوا كيان لا يستهان به.
سيطروا على مراكز صنع القرار في الدول العظمى … وسيطروا على الإعلام العالمي … وسيطروا على التجارة العالمية … وسيطروا على البنوك والبورصات … وسيطروا على مصانع الأسلحة الكبرى … حتى أصبحوا القوة التي تتحكم بمصيرالعالم!!
ولو أنهم استسلموا لواقعهم لما وصلوا إلى ماوصلوا إليه .. ولو أنهم توقفوا عند زمن نزول التوراة على موسى … لما استطاعوا أن يحكموا العالم..!!
المعادلة بسيطة جداً
لقد أيقنوا أن لكل زمن دولة ورجال
ويستحيل أن يعود الزمن إلى الوراء!!
وببساطة وضعوا التوراة في معابدهم … واتجهوا للفيزياء والكيمياء والعلوم السياسية، والتجارة والاقتصاد والشركات والبنوك .. الخ
ولم يمنعوا الناس من التدين أو ممارسة الشعائر الدينية … لكنهم لم يسخروا طاقاتهم وطاقة اجيالهم في التدين ليبحثوا هل السواك مكروه بعد صلاة العصر أم لا..!!
أدركوا أن العالم يتغير ويتطور ولا بد من تطوير العلوم الدنيوية مع ما يتوافق مع مصالح الناس في زمنها الحاضر … وأدركوا أيضاً أن استحضار الزمن الغابر سيكون لعنة عليهم ومع الزمن ستكون السبب في إنقراضهم.
وبالعلم نجحوا وبالعلم تفوقوا وبالعلم وصلوا … وبالعلم ايضاً سيستمروا ..!!
وبالمناسبه … لم يستمدوا نجاحهم من كتاب العهد القديم المقدس لديهم … أو من كتب الموروث الديني لديهم … بل استمدوا نجاحهم من كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) … وهذا الكتاب ليس كتاباً سماوياً أو كتاباً دينياً من كتب الصحاح لديهم.!!
بل كتاباً دنيوياً بحتاً … يضع لهم الخطط المستقبلية، من أجل البقاء على أعلى الهرم العالمي..!
بالمقابل … هل تستطيع أمة المليار أن تجاري أمة المليون؟!
للأسف!
أمة المليار بشتى طوائفها ومذاهبها … مازالت تعيش تحت قبضة الأساطير والخزعبلات التي يرددها رجال الدين على أسماعهم ليلاً ونهارا.!!
مازالت أمة المليار ترى أن حالها المزري هذا ليس إلا بسبب ابتعادها عن دينها!!
مازالت امة المليار إلى هذه اللحظة ترى أن حال الأمة المزري هذا لن يصلح إلا على يد رجل يأتي في آخر الزمان اسمه المهدي المنتظر.!!
الأمم من حولنا تطورت وتحضرت ووصلت إلى ماهو أبعد من الخيال من التطور والرقي (أرضاً وإنساناً وعمراناً) وأمتنا ما زالت قابعة في سراديب الأساطير ورفض الجديد بانتظار معجزة الخلاص !!