الحب من الروايات التي كتب عنها أغلب الأدباء ونثرها الشعراء وتغنى بها المطربون، فهو مادة دسمة، مشبعة للعشاق والمرتبطين ويغني عن كل العوالم الخارجية إذ يرتبط بالقلب مباشرة، وبه تزدهر حياة المحبين ويصبح لها لون مختلف عن السابق فلا يكادون يرون شيئا سوى الأحلام والمنى.
عادة ما تبدأ العلاقات العاطفية بالتعارف بين الشاب والفتاة ومن ثم الاستلطاف والتفاهم والثقة، فتنتقل حياتهم إلى عالم صغير يشكلونه بفهمهم ومزاجيتهم التي يرونها مناسبة لديهم دون تدخل الغير من ذوي الأطراف الأخرى، هذا ما يميزه حقا .. انتشر اليوم نوع آخر من التعارف الذي بات يشكل حبآ حقيقياً داخل قالب مختلف عن الذي كنا نراه في واقعنا بالأمس، وهو يحمل كل علامات الشوق والمحبة والحنين للجنس الآخر، وذلك من خلال جهاز الكتروني صغير يبدأ به التعارف بين الذكر والأنثى من خلال الماسنجر والواتس اب والفايبر وغيرهما، بكلمتين ممزوجتان ببداية منمقة .. ممكن نتعرف ؟؟ فتبدأ حينها مسيرة التعارف والانسجام وتدور الحلقة التعارفية خلف الشاشات دون رؤية حقيقية ومعرفة سابقة للشخص الآخر ولكن الصوت والدردشه تصبحان بديلاً لذلك ويحدث الإعجاب لدى الكثيرون منهم ويزداد الشوق والحوجه وفقدان الشخص للآخر، ويشعرون كأنهما يمارسان حياتهما وجهاً لوجه فهو يعرف كل تفاصيلها وهي الأخرى تهتم بما يدور حوله من على البعد، وتصبح لحياتهما طعم آخر ولون مختلف ويتبادلان الصور الفوتوغرافية من حين لآخر .. فتكبر علاقتهما رويدآ رويدآ ويتبادلان الحب ويشتاقون لبعضهما في كل لحظة .. كل ذلك وهما لم يجلسا سويآ على أرض الواقع ولم ينظر لعينيها ولم تعرف طريقة حديثه عن قرب وتصرفاته الحياتية امامها ولكنهما مقتنعان ببعضهما برابط الثقة والاهتمام .. فكل شيء سوف يحققونه لاحقا .. يزداد التأقلم والتعود ويبدأ بالتحدث بكل عفوية وبصدق لا يكاد يصدق …هي علاقة .. هو حب ..هو شوق .. ولكنه مختلف وجميل ..مذاقه رائع .. لان به مفاجآت كثيرة .. الانتظار واللهفة والحنين لرؤية الحقيقة … يتشارك المحبوبان الافراح والاحزان يتفقدان بعضهما البعض في كل لحظة .. هو حب الكتروني نعم … يبدأ الشوق والحديث اللطيف دون حاجز او اكتراث ويبني الشاب احلامه ويخطط لحياته المستقبلية مع تلك الأنثى التي تعرف عليها دون أن تراه أو يراها ولكن حب القلب هو الأهم في علاقة مبدؤها التفاهم والجدية ..والصوت كفيل بجعلها مميزة دون تكلف .. انتشر هذا النوع من الحب منذ زمن وبصورة ملحوظة خاصة بعد انتشار التكنولوجيا في يد كل شخص .. كان .. نجحت الكثير من العلاقات الالكترونية وتوجت بزواج ناجح ، ولكن كيف تتلاقح القلوب مع العقول خلف ستار عدم الرؤية .. وكيف يثق كلاهما في الآخر دون حديث عيون مقرب .. هي وهو استطاعوا أن يتجاوزوا كل ذلك بفهم بسيط وهو .. الفكر والعقلانية التي يتبادلونها من خلال صوتهما ودردشتهما بصورة مستمره هما كفيلان بجعلهما ينجذبان لبعضهما البعض بثقة .. ولكن لما لا يخافان من كونها علاقة مربوطة بكذب منمق ؟؟ وهل سوف يكونوا سعداء في الغد .. هي علاقة حقيقية نعم .. وهما يستطيعان الانسجام بصدق اذا كان الامر مربوط بالجدية والسعادة هي تفاهمهم سويآ .. هذا الحب الالكتروني .. عشق اليوم والغد .. يرتبط نجاحه وفشله بالشخصين ومدى تجاذبهما وثقتهم مع بعض … وتصبح الرؤية هي المفاجأة التي تنتظرهم.
كلمة من أعماقي
من يبني حياته على الصدق سيوفق في كل حياته وستصبح دنيته مزدهرة بالحنين والحب والتفاهم .. الحب الالكتروني ليس هاجساً ولكنه واقعاً معاش نسمع به ونراه أمامنا في قصص ناجحة .. فهو مثله مثل كل علاقة حقيقية فقط إن كان صادقا .. الرؤية تكتمل لاحقا وهما يعيشان الواقع كأنهما في بيئه واحدة … وما زالت الدنيا بخير.
دمتم لي