هي محمية الدندر، ومحمية الدندر تتميز من غيرها بجمالها وتنوع بيئاتها لوقوعها قرب الهضبة الإثيوبية ذات المياه الوفيرة والأمطار الغزيرة التي تصل إلى أكثر من 600 مليمتر.
محمية الدندر تعد واحدة من عشر محميات عالمية مصنفة من محميات المحيط الحيوي لإحتوائها على أندر سلالات الحيوانات والطيور. وتضم المحمية 27 نوعاً من الثدييات الصغيرة وما يقارب مئتي نوع من الطيور و32 نوعاً من الأسماك وغيرها من الزواحف وأنواع الحيوانات الأخرى.
تقع على الحدود السودانية الأثيوبية بين خطي عرض 12° 26′ N and 12° 42′ N وخطي طول 34° 48′ E, 35° 02′ E. تم إعلان محمية الدندر كمحمية قومية في بواكير 1935م. وتقدر مساحتها بحوالي 10292 كيلو متر مربع وتبعد المحمية عن الخرطوم مسافة 400 كيلومتر.
تقع في تقاطعات ثلاثة ولايات هي ولاية سنار، ولاية النيل الأزرق، و ولاية القضارف، ويجري بها نهري الرهد والدندر وهما موسميان (في الفترة من شهر يوليو وحتى نوفمبر) بالإضافة لخور قلقو، وخلال عبورها للحظيرة تصب في بعض البرك التي تعرف بالميعات وهي الأماكن التي تحتفظ بالماء في فترة جفاف الأنهار مثل ميعة عين شمس وغيرها من أماكن ورود الماء للحيوانات. يوجد في المحمية تنوع نباتي وحيواني كبير.
وتعتبر الفترة من يناير حتى أبريل من أفضل الفترات لزيارة المحمية ذات الموقع الفريد حيث تغطي سهولها الحشائش والنباتات والأدغال، بجانب البرك والبحيرات وملتقيات الأنهار، مما يخلق مناخاً مناسباً لتكاثر الحيوانات. وإتاحة الفرصة للسياح لاكتشاف ثراء الطبيعة البكر.
يحدها نهر الرهد شمالاً وشمالها الشرقي، والحدود الأثيوبية من جنوبها الشرقي، و ولاية النيل الأزرق من جنوبها الغربي، ومعتمدية الدندر من شمالها وشمالها الغربي.
وهذه المحمية تعتبر مهيأة تماماً لتكون أفضل المحميات الطبيعية في العالم وتتخللها عشرات الخيران والمجاري المائية (مثل خور قلقو وكنانة وأبو مساويك والعطيش) ومئات الميعات (مثل ميعة رأس عامر ومبروك وسمبريو وبيت الوحش وعبد الغني والسمعاية والخليفة والدبكرة) وعشرات التلال المخضرة (مثل جبل أبو البشر وجبل مجن ومرافعة ومقنو والحمر والشاوات وغيرها) وبغاباتها من دوم وهبيل وكتر وسدر ودبكر وطلح وهجليج وغزارة الحشائش بها والتي كانت كلها يوماً تعج بالزراف والتيتل والجاموس والغزلان والأسود والفهود والبعشوم والنعام، بل كان بها أفيال يوماً ما تملأ ساحاتها.
َوتمتلك المحمية بيئة ملائمة هيأت مناخ و وعاء لفصائل متعددة من الطيور وهي تمثل تنوعاً بيئياً متكاملاً.
فيها تمتزج بيئة السافنا الغنية التي أنتجت العديد من برك المياه بها شُكلت بيئة مثالية لحياة الحيوانات والطيور إضافة إلى أن التنوع الإحيائي أضاف لها ميزات كبيرة ومقدرة عن مثيلاتها في القارة الإفريقية. تعتبر حظيرة الدندر من أقدم حظائر الحيوانات البرية (لم تسبقها سوى حظيرة كروجر بجنوب أفريقيا) وحظائر في تنجانيقا وروديسيا (تنزانيا وزمبابوي) وكينيا ويوغندا وقد أُعلنت كحظيرة قومية في العام 1935م بناء على إتفاقية لندن التي وضعت المراسيم لإنشاء حظائر الحيوانات البرية في أفريقيا (1933) ، حيث تلت إقامتها تحديد ملاجئ آمنة للحيوانات البرية. تشتهر المحميّة بالتنوع البيئي المتكامل فضلاً عن تنوع المناخ، مما يحدث تبايناً في الأمطار حيث يتراوح معدل الأمطار بين 500 و700 ملم في العام. وتعتبر الفترة من يناير حتى أبريل من أفضل الفترات لزيارة المحمية ذات الموقع الفريد.
وتنوع المناخ بها جعل المحميّة غنية بمجموعة كبيرة من الحيوانات والطيور والزواحف، وبعضها نادر. ويمثل عنصر المفاجأة عاملاً أساسياً للجذب السياحي المشوق فيها، فالزائر يُفاجئ بظهور الحيوانات الأليفة والشرسة من دون سابق إنذار، وباختفائها بنفس الطريقة.
من أنواع الحيوانات الموجودة في غابات الدندر ، الأسود والجاموس والأفيال و الفهود والضباع والزراف والحلوف وانواع عديدة من القطط الوحشية والقردة. وهناك أصناف الغزلان والظباء ( أبو عرف، الكتمبور، البشمات، التيتل، أبو نباح، غزال سنجة، النلت أم تقدم) وعشرات الأنواع غيرها. وكذلك الطيور فهناك الجوارح والكواسر كالنسور والصقور والعقبان والنعام والحبار وصقر الجديان والغرنوق والطير الخداري وجداد الوادي و الأوز والبجع والرهو ومئات الأنواع غيرها. ومن الزواحف الثعابين كالكوبرا و الأصلة والتماسيح والأورال والسلاحف.
أما فيما يتعلق بالطيور فإن السودان به أكثر من 983 نوعا من الطيور.
كما لهذه المحمية مبنى سكني جميل يصلح للمكوث به وملائم تماماً لنوعية هذه الحياة البرية إذ يشابه بيئتها التي صُنعت منها هذه المباني وهي مجموعة من القش- والعيدان – والطين لكن بشكل هندسي جميل.
وبهذا الكم الهائل من الحيوانات والطيور وغيرها، والأجواء السياحية الرائعة أصبحت محمية الدندر وجهة لكل عشاق الأدغال و الحياة البرية ( البِكر) ونعني بالبكر أنها لا تزال حيواناتها المفترسة بذات الوحشية كما ينبغي لها أن تكون على طبيعتها دون تغير فيها كما في عِدة محميات بالعالم.