الاعلام والصحافة هي سلاح المواطن المدني … والصحفيين هم جهاز أمن المجتمع
فبعض وسائل الإعلام، يُساء استخدامها، فتفقد أهدافها لنصرة المجتمع وتتحول إلى نقمة ساكته عن الحق.
وبعض وسائل الإعلام تتعامل أحيانا (بحيادية) مع قضايا فاسدة مضللة خوفًا من التصنيف،و تكتفي بالحديث عنها عن بعد في دور المتفرج الذي يصف ما يشاهد دون أن يتخذ موقفا رادعًا لها، بحجة اتباع الحيادية!! لكنها بهذا الموقف تفقد مكانها الطبيعي كونها جهاز أمن المواطن والمجتمع ، ناسيه انها تخلت عن واجبها الوطني في أن تكون الحكم العدل، وأن تقوم بالدور الكامل تجاهه موقفها الوطني وأنها (السلطة الرابعة) كما تصفها العبارة الخالدة.
وهنالك وسائل إعلام تتحكم فيها جماعات عقائدية تلجمها بلجامها الفكري فتصبح أداة وسلاحًا لها في غسل العقول وتضليل المجتمع عن الحقائق ونشر افكارها على أنها الحقيقة المطلقة.
وهناك وسائل إعلام، تفهم الحيادية أن تجعل نفسها مجرد ناقل، فتنقل كل شي دون وعي ولا إدراك ، فأنا أطلق عليها إعلام (البغبغان) فهي لا تظهر ما هو أحق من حقائق، فتصبح لا فرق بينها وبين المرآة، فليس من خصائص المرأة أن تعوم في التفاصيل !! فهي تعرض ما أمامها فقط !!
وهذا ما جعلها تقف موقفا سلبيا تجاه بعض القضايا الإنسانية، وحرمها من أن يكون لها رأي وموقف ثابت تجاه بعض المبادئ الأخلاقية والإنسانية ، ففقدت دورها الإيجابي في دعم الحق الذي يترتب عليها الدفاع عما تؤمن به من عدالة كما تدعي. فقتلت دورها الأساسي في أن تكون سلطة رقابية وجهاز أمن للمجتمع.
حيادية الإعلام لا تعني عدم الوقوف في نقطة محايدة في وجه العقائد الفاسدة والفكر المتطرف والأفكار الضلالية، بل إنها تعني أن لا يبيع أمانته الفكرية والعلمية من اجل المال والمصالح أو الخوف من التنصيف، ويجب عليه ان لا يخضع لتوجيهات ترسل إليه عن بعد، وان لا يتبنى آراء وأفكاراً يمليها عليه الآخرون خارج نطاق العقل والفكر والانسانية.
فلابد للإعلام أن يكون له رأي واضح، وفكر متجدد واكثر اطلاعًا واكثر ثباتًا تجاه رسالته وهي ضبط المجتمع وتنويره، ودحر كل ما هو خاطئ وخارج عن إطار العلم والانسانية والمنطق والعقل (العلة السببية)!!.