أعظم هدية تقدمها لطفلك عندما يكبر هي إلا تجعله يذهب إلى الطبيب النفسي بسببك (شارلك لويس).
كل بالغ منا بداخله طفل لم يكبر بعد..
ذكريات الطفولة و انطباعاتنا الأولى عن الاشياء تكوّن جزء كبير من شخصياتنا..
أسباب خوفنا من بعض الأماكن والأصوات
إحساس استحقاقنا للحب
الشجاعة و الاستقلالية والأمان
كلها تُبنى من الطفولة
لنكون حقيقيين أكثر .. صحتنا النفسية اليوم تعتمد بشكل أساسي على الطريقة التي تمت تربيتنا بها بالأمس.
في مجتمعنا السوداني مفهوم التربية نفسه مختلف من جيل الى اخر..
يسلكون الاهل طرق مختلفة للوصول الى مبتغاهم من تربية طفلهم..
ولكن تظل أساليب العقاب المؤذية منتشرة..
الحب المشروط للأطفال.. و مقارنتهم بأقرانهم
الضرب والتعنيف والإساءة اللفظية و الجسدية .. جزء من يوم الطفل..
وكل هذا ينتج عنه أطفال مشوهين داخلياً يتنمرون على بعضهم البعض في المدارس والنوادي.
ولك عزيزي القارئ أن تتوقع كيف سينشئ هذا الجيل مجتمعاً يحمل عقده النفسية ويورثها ..
لذلك كان احتفائي بإعلان قانون منع العنف في المدارس في السودان كبيراً.
حيث أجازت وزارة التربية والتعليم السودانية لائحة تنظيم وضبط السلوك في المؤسسات التعليمية لعام 2020، التي تمنع ممارسة العقوبات البدنية، وصدرت اللائحة بموجب أحكام المادة 5 فقرة (2) والمادة 29 فقرة(2) من قانون الطفل لعام 2010م.
أيضاً أعلن عن إجازة قانون تجريم ختان الإناث.
جاء ذلك الخبر بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل.
أعتقد أننا يجب أن نطلق حملات توعية كثيرة ومتنوعة الاشكال واللغات، لمخاطبة كافة فئات المجتمع للمساعدة على تفعيل هذه القوانين وجعلها سمة مجتمعية تحل محل أساليب التربية القديمة، ويمكن أن نستبدل أساليب العقاب القديمة بالتحفيز الايجابي والحوار البناء مع الأطفال.
هذا التغيير سيكون البذرة التي سنسقيها اليوم لتنمو وتثمر عن جيل معافى ..قادر على التعايش وبناء مجتمع صحي.