تناقلت وسائل الأعلام والمنصات الإلكترونية يوم الثلاثاء الماضي أخبار لسقوط قتيل وعدد من الجرحي في تظاهرات بجامعة زالنجي بولاية وسط دارفور قتلوا علي يد القوات الامنية.
لازالت الأنفس الشريرة لا تتعظ – كأنهم بوم الخراب ، كل تلك المحاكمات التي صدرت مؤخراً في حق قتلة آمثالهم لم تكن بمثابة الوازع والرادع بالنسبة لهم.
إن من العوامل المحفزة للقتل وارتكاب الجرائم هو الافلات من العقاب وتسويف العدالة وانحيازها للظالم علي المظلوم ما حدث من انتهاكات في حق طلاب جامعه زالنجي سببه التركيبة والعقيدة العسكرية لكل القوات التي تحتكر العنف في البلاد … عقيدة مشوهة تحتاج لمعالجات حقيقية لضمان حفظ ارواح السودانيين وتجنب الموت المجاني.
من أفظع ما أرتكبه الانقاذ خلال عهدها الهالك هو ادلجتها للمؤسسات الامنية والعسكرية واختراقها من الداخل وتمكين قياداتها ومحسوبيها داخل تلك القوات فأصبحت عقيدتها دموية باطشة وابرزها جهاز الامن والمخابرات الذي اصبح من جهاز لجمع المعلومات والمحافظه علي الامن القومي الي جهاز قمعي استخدم لتصفية المعارضين والتنكيل بهم فأصبح سئ السمعة وارتبط اسمه بالعنف والبطش والارهاب.
ان موجة القتل السائدة حاليا والتي اضحت شبه يومية وبصورة ممنهجة ومن قبل قوات من المفترض مهمتها حفظ الامن والانفس والمحافظه علي مقدرات البلاد يجب ان تتوقف فقد تعبنا من سفك الدماء ومللنا من لجان التحقيق التي لم نري اي نتائج.
القوات النظامية بحاجة الي هيكلة شاملة واعلامها بأن امن المواطن والوطن يقع علي عاتقها وان الرصاص يجب ان يوجه تجاه الاعداء وليس صدور المواطنيين – ويجب علي المؤسسه العسكرية المتمثلة في القوات المسلحة تنفيذ بند الترتيبات الامنية المنصوص عليها في اتفاقية سلام جوبا وسرعة حل المليشيات التي تعج بها عواصم المدن واريافها فلن تستقر بلاد تتعدد فيها التشكيلات العسكرية ومراكز صنع القرار فمثلا قوات الدعم السريع وجودها انتفي بسقوط نظام البشر الذي كونها لقتال الحركات المسلحة والتي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية فوجودها بصورتها الحالية بقيادة وعتاد ومقاتلين يوازي القوات المسلحه يمكن أن يؤدي الي عواقب وخيمة مستقبلآ فيتحول السودان الي لبنانآ اخري التي يسطر فيها حزب الله علي قرار الدولة في السلم والحرب واصبح المتحكم بكل ما يجري علي الساحة بقوة السلاح.
اما القوات التلبعه الحركات المسلحة يجب اعادة دمجها او تسريحها فوجودها ايضآ يشكل عقبة امام الاستقرار المجتمعي فهنالك العديد من الشواهد علي فوضي وعدم انضباط صدر من تلك القوات عند دخولها العاصمة الخرطوم.
للمكون العسكري مسوؤلية تاريخية في هذه الفترة العصيبة والمخاض العسير الذي يمر به السودان بعد حكم استبدادي استمر زهاء الثلاثين عامآ لم تنجي منه الدولة سوي الدمار والخراب.
فحفظ الامن والاستقرار من صميم مهام تلك الموؤسسه والتي بإعتقادي فشل فيها حتي الان فألة القتل لم تتوقف فمجزرة فض الاعتصام ستظل نقطة سوداء في تاريخها ومجزرة الابيض وعشرات الفظائع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان وازهاق عشرات الانفس في الغرب والشرق.
متي يعي العسكر دورهم ويوقفوا الة القتل المجاني؟!
——-افيقوا يا هولاء —–