بدأت الآلية الثلاثية المتمثلة في الأمم المتحده ، الاتحاد الأفريقي، الإيقاد ، اولي جلسات الحوار السوداني — السوداني صباح الأربعاء بحضور بعض القوي السياسية ، التي شاركت نظام البشير حتي سقوطه في ال11ابريل 2019.
غابت عن حضور اولي جلسات الحوار جميع القوي الفاعلة وقوي الثورة الحية التي قادت حراك ثورة ديسمبر مثل لجان المقاومة الشبابية ، قوي الحرية والتغيير ، القوي المدنية المؤيدة للديمقراطية.
وهو ما يعني فشل الآلية الثلاثية في القدرة علي إقناع أولئك الرافضين لشكل وآليات الحوار الدائر حاليا وتنصل العسكريين في الإيفاء بإلتزاماتهم التي قطعوها للالية وذلك بتهيئة المناخ الإيجابي للتفاوض ويتمثل ذلك في رفع حالة الطوارئ ولو ان القرار اتخذ شكليآ ولم نري له تنفيذها علي ارض الواقع فلازالت الاعتقال مستمرة والانتهاكات متواصله بحق المتظاهريين السلميين.
الأمر الآخر وقف العنف تجاه المواكب السلمية و ايضآ حنث العسكر عن الايفاء بذلك الشرط فقبل يومين فقط قتل شخص بالرصاص في تظاهرات بأم درمان وبالامس قامت عربة تتبع للقوات الأمنية بدهس طفله في منطقه الكلاكله.
بما يوحي أن المكون العسكري لا عهد له وماضي في سياسه القمع والتنكيل بالمتظاهريين السلميين.
ان الحوار الذي يمكن أن يؤدي إلي حل لازمه البلاد المستعصية لا يمكن أن يتأتي في جو يسوده التوتر وتخيم عليه سحب انعدام الثقة ، فقوي الثورة الفاعلة قد فقدت الثقة في المكون العسكري الحالي المتمثل في الفريق البرهان ومن معه فقد نكثوا وانقلبوا علي الشراكه التي ارتضاها الشعب ولو علي مضض.
وكذا التيارات والتنسيقيات الشبابية التي تقود الحراك في الشارع الان تطالب صراحه برحيل البرهان وترفع شعارات لا تفاوض لا شراكه لا شرعيه
فهي ترفض التفاوض ، والشراكة مع من خان العهد.
علي السيد فولكر بيرتس الضغط علي العسكريين لتقديم تنازلات يقبلها الشارع وترتضيها القوي السياسية الفاعلة والمؤثرة في الشارع السوداني لإنجاح اي حوار يمكن أن توافق عليه قوي الثورة . فالقوي التي رأيناها اليوم هي ذاتها التي جلست مع البشير فيما يسمي بحوار الوثبة في العام 2015 ولم تفلح في تحقيق توافق وطني يؤدي إلي تشكيل حكومه يرتضيها السودانيون وتحقق له ما يصبو له.
علي العسكريون ان لا يقرأوا من نفس كتاب الإنقاذ ويصرون علي تجريب المجرب.
الأحزاب الكرتونية التي اجتمعت اليوم هي أس بلاء هذا الشعب فهي لا وزن ولا قيمه لها فقد نجح نظام البشير في تقسيمها وتشذيها فإنقسم الحزب الواحد إلي عدة أحزاب سهل علي نظام الإنقاذ شراء ولاءات قادتها ومنحهم مناصب في حكوماته المتعاقبة فأصبحت تسبح بحمده وتدور في فلكه.
ان أسس نجاح اي حوار هو استصحاب القوي الحية والفاعلة والمؤثرة والتي لا صوت يعلو فوق صوتها الا وهي جيل الشباب الذي قاد الحراك الثوري علي مدي أكثر من 3 سنوات فإستشهد منهم العشرات وأصيب الآلاف ولا يزال البعض منهم مفقودآ هم من يستحقون أن تتاح لهم الفرصة لاثبات وجودهم ولان السودان بلد واعد والشباب هم عموده الفقري وعماد تقدمه وحاضر مستقبله لا جمع قادة أحزاب كرتونية تجاوزت أعمارهم السبعينيات وواجهات منبتة تسعي لقضم نصيب من كعكة المناصب التي يتصارع حولها العسكر والمدنيون.
حوار الآلية الثلاثية لن ينجح ما لم يخاطب جذور أزمة الثقة بين العسكر والمدنيون وبين من يسعي للتحول الديمقراطي ومن يسعي لإنتاج شمولية جديدة تعيد البلاد لمربع الصفر.
لابد من حوار شفاف وعلي الملآ يناقش جميع قضايا السودان المآزوم من الاقتصاد ، الهوية؛، علاقة الدين بالدولة ، قضايا السودان ووقف النزاعات .
حوار حول كيف تدار الدولة لا من يديرها.
المعضلة الكبري هي كيف ندير اختلافاتنا ووجهات النظر التي تختلف من شخص لاخر .
ما حدث اليوم مهزلة وامر مثير للسخرية .